النهار

استضاف مقر جامعة الدول العربية في القاهرة أمس اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالعراق، بيد أنه انتهى كما هو متوقع دونما نتائج، بعدما قررت الحكومة العراقية مقاطعته احتجاجاً على التصريحات الأخيرة للرئيس المصري حسني مبارك والتي جاء فيها أن "أكثر الشيعة في العراق والمنطقة ولاؤهم لايران أكثر منه لدولهم".

وأسف بيان أصدرته اللجنة التي تضم العراق ومصر وسوريا والسعودية والكويت والإمارات والبحرين والأردن والسودان والجزائر "لغياب العراق عن هذا الإجتماع الذي دعت القمة العربية (الأخيرة في الخرطوم) الى عقده بصورة عاجلة لمساعدة الشعب العراقي والبحث في سبل توفير الدعم للعملية السياسية الجارية وتحقيق الوفاق الوطني العراقي". وأضاف أن اللجنة "قررت إبقاء الاجتماع مفتوحاً، ومتابعة المشاورات والإتصالات مع الحكومة العراقية" لتجاوز الأزمة الناجمة عن تصريحات مبارك، واقناعها بحضور اجتماع آخر يحدد موعده لاحقاً.

وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، بأن الوزراء "كانوا يودون لو حضر العراق"، مؤكدا أن كل المسؤولين العراقيين أكدوا له حرصهم على "تخطي هذه الأزمة".

وكانت مصادر في القاهرة أفادت أن اتصالات ديبلوماسية ظلت جارية مع بغداد حتى اللحظة الأخيرة قبيل بدء الاجتماع بغية تأمين مشاركة عراقية بوفد يرأسه المندوب العراقي الدائم لدى الجامعة رعد الألوسي، وبدا أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل متأكد من نتائج هذه الاتصالات، إذ أبلغ الى الصحافيين بعد لقائه مبارك صباح أمس أن العراق سيشارك في الاجتماع على مستوى أدنى من وزير الخارجية هوشيار زيباري معللا غياب الأخير بـ"انشغاله"، غير أن الاجتماع بدأ وانتهى والمقعد العراقي خال.

وحاول الناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد للمرة الثانية معالجة ردود الفعل الغاضبة على تصريحات مبارك بإعادة تفسيرها على نحو يخفف وطأتها. وقال إن "حديث الرئيس حسني مبارك الى قناة العربية لا ينبغي أن يفهم خارج سياقه"، موضحا أن الحديث كان مركزاً على "الوضع الراهن في العراق ولم يتطرق الى أي بلد عربي شقيق آخر". وأضاف أنه "حتى في ما يتعلق بحديث الرئيس عن شيعة العراق، فإنه جاء في سياق الإشارة الى تعاطف أهل العراق من الشيعة مع ايران، (لأن) العراق يستضيف العتبات الشيعية المقدسة وله علاقات مع ايران". ودعا الى قراءة تصريحات الرئيس المصري باعتبارها "تعبر عن قلقه البالغ من التطورات الجارية في العراق، وتطلعه الى انجاح العملية السياسية واستعادة الهدوء والاستقرار وتحقيق الوفاق بين أطيافه السياسية كافة (والمذهبية) سنة وشيعة وأكرادا وتركماناً وغيرهم". وشدد على أن مبارك "لا يفرق أبدا بين أبناء العراق".

ووجه وزير الخارجية السعودي، الذي سلم مبارك رسالة من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، انتقادا مبطناً الى الحكومة العراقية بسبب قرارها مقاطعة اجتماع القاهرة، وقال إن "هدف من هذا الإجتماع هو مساعدة العراق. وبطبيعة الحال إذا تغيب، لن يكون ذلك لصالح الشعب العراقي"، مشيراً الى أن اجتماع اللجنة الوزارية ينعقد في مقر جامعة الدول العربية "التي كان العراق أحد مؤسسيها".

الى ذلك، رأى العديد من المراقبين في العاصمة المصرية أن اخفاق الاجتماع الوزاري العربي سيصب مزيدا من الزيت على نار الانتقادات الداخلية الواسعة النطاق التي تفجرت في وجه الرئيس المصري بعد مقابلته مع "العربية".

ومن اسطنبول، أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" أن رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور اجتمع مع رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل بناء على طلب من الجانب الإيراني.

وصرح سرور بأن رئيس مجلس الشورى الإيراني أكد له أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية، وأن إيران حريصة على تحسين العلاقات مع مصر. وأضاف أن المسؤول الايراني طلب منه نقل رسالة مودة وتقدير إلى الرئيس مبارك من الزعماء الإيرانيين.