الشرق الأوسط
تقرير في واشنطن: طهران ستستخدم قوتها النووية كقوة ردع وللضغط على جيرانها

حذر تقرير اميركي من عواقب حصول ايران على قنبلة نووية، معتبراً انه «على القوات العسكرية الاميركية والقوات الحليفة في الخليج التخطيط لحرب نووية، او خطر تصاعد نووي». ودعا التقرير، القوات العسكرية للتخطيط لـ«خيارات مانعة، أو استباقية، أو رادعة، أو انتقامية».
واعترف التقرير، الذي اصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن (سي.اس.آى.اس)، بصعوبة «معرفة استراتيجية ايران في المستقبل، ومعرفة رد الفعل العالمي عليها». الا ان التقرير، المكون من اكثر من خمسين صفحة، اكد خطورة حصول ايران على قنبلة نووية، وتأثير ذلك على امن دول الخليج العربي، مذكراً ان المنطقة فيها 60 في المائة من احتياطي نفط العالم، و37 في المائة من احتياطي غاز العالم. وشرح التقرير الذي صدر قبل اربعة ايام، بعنوان «اسلحة ايران النووية: الخيارات اذا فشلت الدبلوماسية» أن حصول ايران على امكانيات نووية «ليس مجرد سمعة وطنية او حقوق مشروعة. وأنه ستكون له آثار كبيرة على الاستقرار الاقليمي وحروب المستقبل. وتوقع واضعو التقرير ان تستخدم ايران امكانياتها النووية «كقوة ردع عملاقة، ووسيلة للدفاع عن نفسها. أو للضغط المباشر او غير المباشر على جيرانها، وذلك بتهديدهم لتحقيق اهداف ما كانت تقدر على تحقيقها بدون التهديد باستعمال اسلحة الدمار الشامل».

وحذر التقرير من التهديد الايراني، وامكانية ان «تستهدف طهران، كجزء من هذا التهديد، مدناً، ومناطق مدنية، واهدافاً عسكرية» في المنطقة. ونبه التقرير الى أن «خطورة سوء الفهم، وسوء التقدير، وسوء التخطيط، في حالة ازمة او حرب، وقبل استخدام السلاح نووي، او خلال استعماله، اوعند نهاية استعماله». وقال التقرير، ان امتلاك ايران «لأسلحة نووية، او اسلحة بايولوجية متطورة، سيغير خريطة المنطقة العسكرية». وتوقع التقرير ان يكون ذلك سبباً «لوضع خطط في دول نووية لضرب ايران. وستكون اسرائيل، بالتأكيد، واحدة من هذه الدول. وربما باكستان والهند».

وحذر التقرير من «صعوبة ايقاف ايران، المصممة تصميماً حقيقياً (على امتلاك التقنية النووية)، بعمليات عسكرية او مقاطعة اقتصادية». واعتبر واضعو التقرير ان مثل هذه الخطوات «ربما ستدفع ايران نحو تجهيزات سرية، وخيارات اكثر خطورة، او اللجوء الى بدائل مثل اسلحة كيماوية». وقال التقرير ان العمليات العسكرية والمقاطعة الاقتصادية «ربما لن تكن بدون فائدة»، لكنها ستوضح «صعوبة ايقاف ايران بعمليات معينة، اذا كانت ايران مصممة على الاستمرار، ومستعدة لدفع الثمن».

وعدد التقرير الخيارات العسكرية الاميركية لمواجهة ايران، وقال انها ربما ستنفذ على مراحل. واشار الى «عمليات استعراضية ورادعة»، مثل «ضربات بصواريخ «كروز» أو «ستيلث» (الشبح) لمجرد الاستعراض، والتحذير، والتهديد بجدية النوايا الاميركية»، اذا لم تتوقف ايران عن مساعيها النووية. وقدم التقرير احتمال «هجوم محدود»، واحتمال «هجوم رئيسي» بعد ذلك اذا لم تتراجع ايران. وتوقع التقرير، ان ينفذ الهجوم المحدود بعشرين صاروخ «كروز» من سفن عسكرية وأكثر من مائة سرب طائرات من منطقة الخليج. وطائرات ستيلث (الشبح) من قواعد عسكرية في الولايات المتحدة.

وتوقع التقرير ان تكون الاهداف الاولى، اثنين او ثلاثة اكبر واهم مواقع ايرانية «على ان تصاب بأضرار كبيرة او تدمر«. ورجح التقرير أن تكون بعض الاهداف «تحت الارض، ورغم انها ربما لن تدمر»، مضيفاً «يكفى ان تكون العملية العسكرية استعراضية اكثر منها مدمرة».

وشرح التقرير أن «الهجوم الرئيسي» ربما سيحتاج الى 600 صاروخ «كروز» واسراب طائرات، ويستمر لما بين ثلاثة وعشرة ايام. وانه قد يشمل كل المواقع والتسهيلات النووية، ومواقع الصواريخ التي يتوقع ان تهدد الطائرات الغازية. وتوقع التقرير، اضافة اهداف عسكرية ومدنية ذات صلة، وانه قد يحتاج الى قرابة 2500 صاروخ «كروز» واسراب طائرات، وسيشمل اهدفاً مثل جامعات، وسيستغرق ما بين شهر وشهرين. وتطرق التقرير الى «مرحلة نووية» في هذا التصاعد العسكري، موضحاً انها قد تشمل «اعلان أو عرض استهداف اميركي نووي لقواعد نووية وعسكرية ومدن»، بالاضافة الى استعمال صواريخ عابرة للقارات. وأضاف: «اي استعمال لأسلحة بايولوجية ايرانية، سيقود الى رد نووي علي ايران». وتوقع التقرير، في هذه المرحلة، بيع صواريخ «كروز» لدول المنطقة الحليفة، و«قبول حصول السعودية على أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى». واعتبر التقرير انه من الممكن «تشجيع اسرائيل لتوضح علنا ان ضرب ايران واحد من خياراتها». واعترف التقرير ان اسرائيل لا تملك مثل الامكانيات الاميركية لضرب ايران، لكنها تقدر على توجيه ضربات محددة. وتوقع التقرير ان تحصل اسرائيل على اذن من اميركا قبل ان تفعل ذلك، وان تخرق الطائرات الاسرائيلية مجالات جوية لدول عربية، مما سيعقد الوضع اكثر. وقال التقرير ان ايران «في الحالتين، الاميركية والاسرائيلية، لا بد ان ترد على ضربة عسكرية».