صدى البلد
والمعلّم يتحفّظ عن الترسيم والتبادل الدبلوماسي
لارسن يتبنّى "قرارات" الحوار اللبناني
محادثات السنيورة في واشنطن: تركيز على تسريع المحكمة الدوليّة

يومان سياسيان حافلان أمضاهما الوفد الحكومي اللبناني في واشنطن تعقبهما هذا النهار مجموعة من اللقاءات تبدأ في المركز الصحافي الوطني مروراً بأحد معاهد البحث المهمة فالى غداء مع "أميركان تاسك فورس" فختام سياسي مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط ديفيد والش ثم لقاء مع السفراء العرب يطير بعده رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوفد المرافق الى نيويورك التي شهدت أمس إعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تقرير موفده الى لبنان تيري رود لارسن بشأن القرار 1559 والذي تضمن تبنياً صريحاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني ودعوة الى سورية للاستجابة الى هذه المقررات.

ووسط الاهتمام الأميركي والدولي بالشأن اللبناني نقلت "رويترز" عن دبلوماسيين غربيين ومسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق ان من المنتظر ان يلتقي رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس وفريقه الرئيس السوري بشار الأسد غداً الجمعة.

وأضافوا ان فريق التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيلتقي ايضاً نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

وقال أحد الدبلوماسيين لـ"رويترز": سمعنا ان الاجتماع سيعقد أخيراً في الأيام القليلة المقبلة. وسبق هذا اللقاء دعوة تقرير لارسن دمشق الى التعاون مع بيروت لترسيم الحدود وفتح سفارتين في كل من البلدين.

وفي تقريره الثالث الى مجلس الامن رحب لارسن خصوصا بالاتفاقات التي اسفر عنها الحوار بين اللبنانيين. (راجع ص 12 الى 17)

وكتب رود-لارسن في تقريره انه مع هذه الاتفاقات "ومع مبادراته للعمل بطريقة فعالة وبناءة مع دمشق، مد لبنان الموحد اليد الى سورية. وادعو سورية الى قبول هذا العرض واتخاذ تدابير وخصوصا لفتح سفارات وترسيم الحدود بينها وبين لبنان".

وشجع رود-لارسن خصوصا دمشق على الاتفاق مع بيروت على الترسيم في قطاع مزارع شبعا. واضاف ان عقد هذا الاتفاق "سيشكل خطوة اساسية نحو اضفاء طابع رسمي على العلاقات بين البلدين ونحو اعادة تأكيد سيادة ووحدة اراضي لبنان واستقلاله السياسي، وكذلك نحو التطبيق الكامل لبنود القرار 1559".

ووجه رود-لارسن "نداء ملحا" لتطبيق اتفاق الطائف في 1989 الذي يدعو، على غرار القرار 1559، الى نزع سلاح الميليشيات اللبنانية والاجنبية في لبنان.

ودعا خصوصا "جميع الاطراف القادرة على التأثير على حزب الله والميليشيات الاخرى الى دعم التطبيق الكامل للقرار 1559".

ودعا سورية ايضا الى ان تتخذ بصورة عاجلة، على غرار لبنان، "تدابير لوقف تسرب الاسلحة" عبر حدودهما.

وفي واشنطن بدا الارتياح جلياً في أوساط الوفد اللبناني الذي لمس استعداد الإدارة الأميركية المفتوح لتقديم شتى أشكال الدعم الى لبنان. وتحدث أعضاء الوفد عن أجواء ودية سادت الغداء مع الرئيس جورج بوش الذي مازح الجميع وأبدى اهتماماً خاصاً بطروحات الوزير شارل رزق عن ضرورة ايجاد اتفاقيات قضائية بين البلدين وضرورة الاسراع في تشكيل المحكمة الدولية وتعيين مدع عام لها.

وقال وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ان الاجتماعات مع المسؤولين الاميركيين كانت ناجحة ودارت في أجواء ودية, وجرى خلالها تبادل الأحاديث والمعلومات من أجل استراتيجية لبنانية مستقلة.

وقال: "اننا نلمس جدية في التعاطي وان جميع المسؤولين الاميركيين يؤكدون على مساعدة لبنان ويتمنون ان يحقق ما هو بصدده من اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية آملين في أن يكون نموذجا للشرق الأوسط الكبير".

وعن اللقاءات التي تمت أمس قال صلوخ: "ان الوفد التقى وزير الخزانة الاميركي جان سنو وتناول البحث اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في 22 و23 الشهر الجاري في نيويورك وبمشاركة وزيري المال والاقتصاد اللبنانيين وجرى البحث في تشجيع هاتين المؤسستين على حضور اجتماع بيروت.

كما التقى الوفد اللبناني وزير العدل الاميركي البرتو غونزاليس وقد شرح وزير العدل اللبناني شارل رزق مراحل التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.