استباقاً للقرار الظني في قضية الحريري
شعبان عبود......النهار

أفاد مصدر مطلع ان رجال أعمال وتجاراً سوريين هم في صدد جمع أموال لتغطية النفقات التي قد تترتب على محاكمة سوريين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أمام محكمة دولية قد تنشأ لهذا الغرض.

وقال المهندس البعثي أيمن عبد النور رئيس تحرير نشرة "كلنا شركاء" الالكترونية "ان المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري ستنشأ غالباً في قبرص، ويتم حالياً وضع التفاصيل النهائية المتعلقة بقانون انشائها، ومن المعروف ان سوريا قررت ان يكون موضوع الدفاع عمن يمكن ان يرد اسمهم او يمكن ان تستدعيهم لجنة التحقيق الدولية، موضوعاً قانونياً ومهنياً، بمعنى انه ليس وزارة الخارجية، كجهة رسمية، هي من سيرد على الاتهامات ويحاور ويدافع عنهم ويقدم مذكرات الدفوع".

وأضاف: "تم منذ فترة تكليف السفير السوري في لندن سامي الخيمي البحث عن مكتب محاماة دولي يكون مقره لندن للدفاع ومرافقة السوريين الذين يمكن ان ترد اسماؤهم وكذلك تقديم المذكرات والرد على الاسئلة التي تطرحها لجنة التحقيق الدولية. وقام السفير الخيمي بهذه المهمة بنجاح وتم التعاقد مع مكتب محاماة مشهور في لندن لهذا الغرض وحضر خبراؤه مع السفير الى دمشق وقضوا فيها فترة طويلة والتقوا شخصيات ودرسوا القانون السوري لمعرفة نصوصه والمواد المتعلقة بهذه الحالة. وكانت مهمتهم صعبة جداً وخصوصاً ان معظم القضاة السوريين الذين التقوهم لا يعرفون الانكليزية والمصطلحات القانونية صعبة الترجمة على المترجمين العاديين".

ولاحظ عبد النور وجود مشكلتين، الاولى ان "هذا المكتب لا يعمل مجاناً، والثانية هي ان وزارة الخارجية السورية لا تريد ان تكون طرفاً، وليست هناك جهة سورية اخرى تقبل ان تكون مسؤولة عن هذا الملف وتتحمل تالياً دفع نفقات المكتب".

وعن الحل المالي لهذه المسألة، قال عبد النور ان رجال اعمال سوريين تنادوا لتغطية هذه النفقات في "مبادرة ذاتية منهم" وذلك من خلال "انشاء صندوق مالي للدفاع عن الشخصيات السورية التي قد توجه اليها اتهامات وتغطية نفقات سفرها للقاء لجنة التحقيق وتكاليف مكتب المحاماة التي يفترض ان تكون باهظة. وسيتبرع كل تاجر ورجل اعمال بملايين عدة من الليرات السورية للصندوق كون تلك الشخصيات ليس لديها المال اللازم لذلك".

وقال: "وسيترأس رئيس اتحاد غرف التجارة ورئيس غرفة تجارة دمشق راتب الشلاح جلسات التبرع تلك ويدفع في اتجاه تحديد مبلغ لكل رجل اعمال".