الاخلاقيات السياسية في اميركا، خصائص خصائص. مثل المطر. تزخّ هنا وتنسحب هناك. وقد سقط بعض ابرز المرشحين للرئاسة والكونغرس، بسبب علاقة خارج الزواج. وكان احدهم المرشح الديمقراطي غاري هارت، الذي ضبط وعلى يخته عارضة (اللقب المهني) تدعى دونا رايس. وبعد صورة او صورتين على اليخت، تظهر فيهما الآنسة رايس بكل مواهبها، اخرج هارت من السباق. الاخلاق لا تسمح بأن يدخل البيت الابيض رجل لا يحترم قيم العائلة الاميركية.

هذا عن المرشح. اما الرئيس نفسه فالمسألة تختلف. اكثر الرؤساء، من ايزنهاور الى كلنتون، ومن روزفلت الى كينيدي كانت لهم ممرات سرية في البيت الابيض. وبالنسبة الى الاشقاء كينيدي، جون، روبرت وادوارد، شهدت الغرف السرية مشاهد كثيرة. وروت الممثلة مارلين ديتيتريش انها كانت صديقة الأب جوزف كينيدي. وعندما قامت بزيارة الابن الرئيس، امتدت الصداقة من جيل الى آخر. ولم تنس ان تمتدح تطور الأجيال.

ويبدو ان اسم مارلين كان له سحر خاص في عهد كينيدي. فقد حكي عن علاقة الرئيس بمارلين مونرو ما حكي عن علاقة نابوليون بديزيريه. ولا يزال يحكى. وعندما كان كلنتون في البيت الابيض لم تتوقف الصحف ولا ضحاياه، عن الكلام. لكن منذ خروجه لم نعد نقرأ شيئا او نسمع شيئا. فقط احيانا بعض الكلام عن الحياة السعيدة مع المسز كلنتون، التي تعيش في نيويورك، بينما يعيش هو في واشنطن. وفي اي حال، ليس في ولايته الأم اركنساو، حيث اقامت ست نساء دعاوى عليه، مع التفاصيل.

جورج بوش، عاقل، بيتوتي. لا ممثلون يدخلون البيت الابيض كما في ايام كينيدي وريغان، ولا ممثلات يمضين عطلة الاسبوع، كما في ايام كلنتون. لا فرانك سيناترا يغني للضيوف كما في ايام نانسي ريغان، ولا اوناسيس يشرّف الى العشاء كما في ايام جاكلين كينيدي. وكانت هواية هذا الثري اليوناني الملعون ان يتناول العشاء مع السيدات الاوائل. لذلك يقال لك في مطعم شاتو شانبران في جنوب فرنسا وكل جمالات الطبيعة امام ناظريك: هنا تناول اوناسيس العشاء مع ايفا بيرون. لكنه عاد فتزوج جاكي كينيدي. ورزقت منه بعشرين مليون دولار وبضع لوحات. كانت هوايتها ان تصبح ارملة المشاهير.