يقول وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه ليس بين بلاده ونحو ثمانين دولة تمثيل دبلوماسي متبادل، وأن هذا لا يعني أنها في حالة عداء معها (باستثناء “إسرائيل” طبعا)، ويرد في إيضاحه هذا على سؤال بشأن امتناع دمشق عن فتح سفارتين سورية ولبنانية في بيروت ودمشق، ما يعني أن سوريا وموزمبيق مثلا ليستا على خصومة، وإن لم يكن بينهما سفارتان لكل منهما، ويزيد المعلم الإيضاح ويقول إن المسألة في أساسها سيادية، فمن حق بلاده التي تعترف بلبنان واستقلاله أن تقرر أو لا تقرر تبادل السفارتين مع بيروت.

فيما نحاول عبثا تخمين ما وراء الموقف السوري، السيادي والملغز، نسمع المعلم في اليوم التالي يقول، وكان إلى جانبه محمود الزهار، إن بلاده ستبحث رفع التمثيل الدبلوماسي مع السلطة الفلسطينية، فنتذكر على الفور إنه لا تمثيل لهذه السلطة أبدا في دمشق حتى يرتفع أو يهبط، ويقفز إلى بالنا أن سوريا قبل أربع سنوات انفردت بين الدول الأعضاء ال 15 في مجلس الأمن على قرار للمجلس نص لأول مرة على إقامة دولة فلسطينية، واستدعى ذلك المسلك في حينه إلى الخواطر ان الرئيس بشار الأسد جاء غير مرة على مسألة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، على غير ما كان عليه والده الراحل حافظ الأسد الذي امتنع طوال حياته عن أي تأشير إلى هذه الدولة العتيدة.

يؤتى على ما سبق، وقد جاء في الأخبار أن رفع التمثيل الفلسطيني في دمشق قد يصل إلى سفارة، وإذا حدث هذا فإنه سيستقيم مع ما هو الحال في دول عربية كثيرة. وإلى المفارقة التي يتوفر عليها بشأن عدم بحث تمثيل دبلوماسي لبناني يحسن التذكير بأن هذا الأمر جاء ضمن حزمة إجراءات وعدت بها دمشق ضيفها الزهار، ومنها السماح بدخول حاملي جوازات السلطة الوطنية وتسهيل عبور الفلسطينيين، وأفيد أن وزير الداخلية سعيد صيام قد يزور دمشق لبحث التفاصيل الإجرائية لهذا الأمر وغيره. وغصبا عنا نستحضر في هذا المقام أن محمود عباس وفاروق القدومي ونبيل شعث وغيرهم طالما طرحوا في دمشق مثل هذه المطالب، ولم يلقوا غير الوعود ببحثها، ما يسوغ السؤال حقا عما إذا كان لازما أن تتولى حماس وزارات السلطة حتى يتم السماح للفلسطينيين من حاملي جوازات هذه السلطة بالتجول في الحميدية؟ أم أنه لغز آخر يشابه مماثلة لبنان بموزمبيق في عدم وجود سفارة له في دمشق؟