نضال الخضري

تعلمين أو لا تعلمين ... ففي النهاية سيمنح القانون "مغتصبكِ" حق مضاجعتك كل يوم .. إكراها أو طوعا ... وسيمنحه هذا الوسام لثلاث سنوات لأنه استطاع تطويعك قبل عقد الزواج ... وبواسطة رجولته "الفجة" قدم مثالا خارقا لكل الرجال المنتظرين في دور طويل وهم يقرؤون خبرا عن عملية اغتصاب، أو عن تسوية سياسية على حساب الأنوثة.

وفي اللحظة التي تمر .. يبقى الشرف، وتسقط كل المشاعر التي تحملينها كمساحة من الدنيا ولون ظهر على الأرض دون علم أو خبر الذكور ولا حتى قانون العقوبات السوري ... فمن أين يأتي الانتقام وكأنه القدر الأخير الذي أزين به جسدي، أو أمسح به الأنوثة التي تشرفني رغم دفق القيم اليومي بدءً من العفة وانتهاءً ببيت الطاعة.

وهل الاغتصاب فعل جنسي؟!! هل يبقى الإكراه فقط صورة لفعل عنيف يظهر واضحا على مساحات الجسد الناعم، بينما ينساه العقل وكأنه صورة بالأبيض والأسود لعهد تيمورلنك؟!! ربما من الأسلم أن يعاقب القانون الأنثى لأنها تحمل كل "الغواية" على منطق أول حدث في التاريخ وفق "المرويات" التي أشبعتني بـ"الخطيئة"، وغذت الذكور بلون العنف الصارخ كي يمارسوا اغتصاب الحياة وتفتيت الأنوثة إلى فورة رجولة لا تنته.

لا أبحث في القانون عن الحماية ... لا أريد رؤية التقارير التي أعرفها حتى لو لم تنشر ... لأن المسميات المتفرقة من "التحرش" وصولا إلى "الاغتصاب" هي الجانب الأسود الذي يبقى واضحا داخل الصفحات التي يستطيع "الذكور" قراءتها ... لكن المسألة هي كم الغبار الذي استنشقه يوميا من تناثر العواطف، أو احتراق القدرة على البقاء في الحياة ...

قانون العقوبات السوري يمنح "الوسام" لمن يطوع جسد المرأة ... وقانون العقوبات لا يستطيع أن يقرأ سوى "الجسد" ... لا يستطيع إلا رؤية الأنثى كشرف للذكر ... أما شرفها برسم حقوقها فهو أمر ربما لا علاقة له بأي "عنترية" ذكورية لا تظهر فجأة ... لكنها موجودة كل لحظة على مسامات جسدي ... وعلى بريق عيون الإناث شرقا وغربا ... وربما داخل أي مساحة يخترقها الرجل بحقه الكامل الممنوح بالاكتساب والتفوق الجسدي و ..... تفوق القانون على نفسه وعلى احتساب شرفي كـ"فعل" جنسي فقط.