عن لبنان وسوريا تحدث مسؤول رفيع جداً في المنظمات اليهودية الاميركية قال: "لا احد يتكلم عن سقوط النظام السوري او اسقاطه. اذ هناك خوف ان يكون البديل اسلاميا اصوليا اي الاخوان المسلمين عند اميركا وعند اسرائيل. المعارضة السورية الليبرالية ضعيفة، واحد رموزها المقيم عندنا لا يمثل شيئاً. وهي قد تكون واجهة او واجهات للاخوان. وهؤلاء سيسيطرون على النظام الليبرالي الذي قد يقوم في سوريا بعد سقوط نظامها الحالي، اذا سقط. تصور الاخوان المسلمون يحكمون سوريا، و"حزب الله" قوة اساسية في لبنان قادرة على التعطيل وعلى ما هو اكثر منه، و"حماس" في الحكومة الفلسطينية وايران. الا تعتقد ان ذلك سيجعل الوضع خطرا جدا في المنطقة؟ انا اظن انه قد يفجرها.

يجب ابقاء النظام السوري ضعيفا". هذا النوع من الانظمة لا يصمد اذا ضعف. فاما تكون قوية واما تنهار، قلت. علق: "معك حق لكن الضغوط الاميركية على سوريا مستمرة. ولن تتوقف. طبعا لم يعد كثيرون يسمعون انتقادات اميركية يومية لسوريا ربما بسبب تجاوبها في موضوع حدودها مع العراق لجهة ضبط تهريب الاسلحة والمتفجرات و"المجاهدين" اليه او على الاقل محاولتها ذلك. لكن ذلك لا يعكس ابدا تغيرا في الموقف السلبي لاميركا من النظام السوري".

هل يمكن ان يؤدي ذلك الى تطبيع للعلاقة الأميركية – السورية واستطراداً الى تجاهل للبنان السيد المستقل ومصالحه؟ اجاب: "كلا. في المستقبل المنظور لن تعود سوريا الى لبنان على الاقل على النحو الذي كانت موجودة فيه على ارضه وفي حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحزبية والطائفية... اما في المستقبل البعيد فلا بد من حلول تأخذ في الاعتبار مصالح لبنان وسوريا. وفي اي حال تقوم فرنسا بـ"الواجب" حيال سوريا. واميركا متفقة معها على ذلك. وجاك شيراك الرئيس الفرنسي يكره النظام السوري ويكره الرئيس بشار الاسد وخصوصا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهو مصر على انقاذ لبنان. الاميركيون صدموا بالجنرال ميشال عون ومواقفه - تابع المسؤول الرفيع اياه - وخصوصا في الكونغرس حيث مؤيدوه.

طلب اليّ لقاءه مرات عدة لكنني لم اتجاوب". ماذا عن مزارع شبعا؟ سألت. اجاب: "يمكن ان تحل مشكلة هذه المزارع اذا اقرت سوريا رسميا وخطيا بلبنانيتها، تعاونت مع لبنان لترسيم حدودها معه. عندها يمكن ان تفكّر اسرائيل في التخلي عن المزارع بل في اعادتها الى لبنان. وليس قبل ذلك، علما ان هذا الامر سيبقى مشروطا بتخلي "حزب الله" عن سلاحه. في اي حال، ان الوضع الآن متفجّر على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية؟" كلا انه ليس كذلك. علقت. فرد: "هل هذا معقول؟ بلاها (come on)". تابعت: الحال مستقرة نسبيا على الحدود اللبنانية مع اسرائيل. العمليات العسكرية "معيّرة" ومبرمجة لتخدم اهدافا عدة مثل ابقاء الدافع لاستمرار "الحزب" وسلاحه. وانت تعرف تحالفاته الاقليمية. فهل تعتقد ان حليفه السوري يريد ان ينجر الى نزاع عسكري كبير مع اسرائيل اليوم وانه يسمح لهذا الحزب او لغيره بان يدفعه الى ذلك؟ يتحدث "الحزب" عن حجج عدة لاستمرار مقاومته "المضبوطة" مثل تحرير المزارع والاسرى ووقف انتهاك الاجواء اللبنانية وتسليم خرائط الالغام وما الى ذلك. وهل تعتقد ايضا ان لإيران حليفه الاكبر، رغم "عدائها" لاسرائيل ومواجهتها مع اميركا، مصلحة في تسببه بحرب اسرائيلية واسعة عليه وعلى لبنان وعلى سوريا الآن؟. طبعاً الجميع يعرفون ان "الحزب" قد يستعمل ترسانته العسكرية كلها اذا هوجمت سوريا او ايران سواء من اسرائيل او اميركا. وهذا احتمال ضعيف على الاقل الآن وربما في المستقبل المنظور.

لم يعلق المسؤول الرفيع جدا نفسه في المنظمات الاميركية على هذا الجواب وتناول موضوع "القاعدة" سائلا: "هل لها وجود في لبنان؟" اجبت: لا اعرف بالضبط، ولكن ربما هناك بداية وجود ملموس لها وعند الفلسطينيين وكذلك في اوساط اصولية لبنانية. ولكن في الماضي نجح الرئيس الراحل رفيق الحريري بمساعدة العربية السعودية في التفاهم مع معظم التيار الاصولي السني في لبنان فقطع بذلك الطريق على "القاعدة" وما يشابهها. واعتقد ان تياره بزعامة نجله النائب سعد يتابع هذه المهمة ويتلقى المساعدة السعودية نفسها. وسأل ايضا: "ما رأيك في سعد الحريري؟ وهل قابلته؟ التقاه اناس قريبون منا وطرحوا عليه اسئلة عدة عن القضايا الاساسية الراهنة والمعقدة في لبنان. لكنه اكتفى بالعموميات ولم يجب ولم يساعد ذلك في تكوين انطباع نهائي عنه". اجبت: "نعم قابلته. ولكن هل تتوقع منه ان يخوض ومع اناس قريبين منكم في اكثر هذه القضايا حساسية وانعكاسا على الداخل اللبناني؟ انه يحاول مع غيره ايجاد حلول "تفاهمية" لها، اذ لا احد يستطيع حلها بوسائل اخرى. في اي حال انه يقوم بعمل جيد رغم بعض الثغر. وذلك جيد لانه لم يبدأ تعاطي الشأن العام او احترافه الا منذ نحو سنة وفي ظروف مأسوية وهو يكتسب الخبرة الضرورية لذلك. سأل ثالثا: "ماذا عن رفعت الاسد (شقيق الرئيس الراحل حافظ الاسد المقيم في "المنفى"). هل صحيح ان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز يريد او بالاحرى يفضّل ان يتسلم السلطة في بلاده"؟ اجبت: لا اعرف. لكنني استبعد ذلك. وفي اي حال واستنادا الى معلومات العارفين ابلغت السعودية، في حياة الرئيس الراحل، من يلزم داخل سوريا وخارجها انها ليست معنية بهذا الموضوع، علما ان موقفا من هذا النوع يقتضي "طبعا" مقداما او بالاحرى مجازفا ليس موجودا عند السعوديين المعروفين بالحذر والتحفظ واجراء الحسابات الكثيرة. وعلما ايضا انه ليس ثابتا ان هناك تأييدا من معارضي النظام السوري في الداخل والخارج لرفعت. وسأل رابعا عن "الحرس القديم" وعن الباقين منه في السلطة.

فاجبت: لا اعرف. اما السؤال الاخير الذي طرحته انا عليه فكان عن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعن النتائج التي يمكن ان تتوصل اليها. وكان جوابه: "لا شيء مهما حتى الآن على ما اعتقد. مع ميليس الرئيس السابق لها كانت هناك توقعات مهمة. لا نعرف مع خلفه برامرتس اذا كانت هذه التوقعات لا تزال صالحة أو لا. فسوريا متمسكة بمواقفها في هذا الموضوع ومستمرة في العمل لكسب الوقت ولترك الزمن يقتل التحقيق. في النهاية اذا وجدت ان نتائج التحقيق قد توجه اليها بعض الاتهامات فانها ستكتفي برمي "كم عظمة" للجنة".

ماذا عن لبنان وسوريا في الكونغرس والادارة الاميركيين؟