أ. ف. ب.

القدس: يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت غضب مسؤولين في حزبه كاديما (وسط) بسبب فقدانهم حقائب وزارية اساسية لصالح حزب العمل في الائتلاف الحكومي الجديد. وتحدثت العناوين الرئيسية في الصحف الاسرائيلية اليوم الاثنين عن وضع غير مريح لاولمرت الذي يتهمه عدد من المرشحين الرئيسيين الى الانتخابات التشريعية الاخيرة في حزب كاديما بالتراجع عن اتفاقات معهم تتعلق بالتشكيلة الحكومية. وقال النائب عن كاديما البروفسور اورييل رايخمان الذي كان يتوقع الحصول على حقيبة التربية، الاحد انه ينسحب من الحياة السياسية ويعود الى النشاط الجامعي، بعد ان بات واضحا ان وزارة التربية ستكون احدى الحقائب السبع المسندة الى حزب العمل.

وكان رايخمان من ابرز المنضمين الى كاديما عندما انشأه رئيس الوزراء المنتهية ولايته ارييل شارون في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قبل ان يصاب بجلطة في الدماغ في اواخر كانون الثاني/يناير. وقال رايخمان "كان هناك التزام واضح من اولمرت وارييل شارون" باسناد وزارة التربية اليه. واضاف ان "هذا ليس مؤشرا جيدا على ما سيحصل في المستقبل". وسيقدم رايخمان استقالته من الكنيست حتى قبل انعقاد الجلسة الرسمية الاولى للبرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

ولا يحاول وزير الدفاع شاوول موفاز اخفاء غضبه ازاء احتمال فقدان منصبه لصالح رئيس حزب العمل عمير بيريتس، وقد اقدم على الغاء حفل الاستقبال لمناسبة الذكرى السنوية لعيد الاستقلال الذي كان يفترض ان يجري في مقر وزارته الاسبوع المقبل.

وكان تم تحضير الدعوات لتوجيهها الى اربعة آلاف شخص بينهم سفراء وعائلات جنود قتلوا خلال الخدمة. ونقل عن موفاز قوله لاولمرت انه يقترف "خطأ كبيرا" عبر منح حزب العمل وبيريتس اللذين لا يملكان اي خلفية امنية، السيطرة على وزارة الدفاع.

وقال "هذه حقيبة مصيرية لها تاثير كبير على دولة اسرائيل لا سيما خلال السنوات القادمة". كما نقل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمون بيريس المسؤول الثاني في كاديما، انتقاده لاولمرت بشدة بسبب اسناد هذا الاخير مسؤوليات عديدة خلال المفاوضات حول الحكومة الى حزب العمل والاحزاب الاخرى الصغيرة.

وحصل حزب كاديما على اكبر حصة في الكنيست (29 مقعدا) بينما حصل حزب العمل على 19 مقعدا. لكن من المتوقع ان يحتفظ كاديما فقط ب12 حقيبة وزارية في حكومة موسعة مؤلفة من 27 وزيرا. ونقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن بيريس قوله "اذا كانت هذه هي الطريقة التي يقود بها اولمرت المفاوضات مع الاميركيين والمجتمع الدولي والفلسطينيين، يمكن القول ان خطة الفصل ستكون في خطر". واعلن اولمرت تصميمه على تشكيل ائتلاف حكومي ينفذ خطته للفصل مع الفلسطينيين التي ينوي من خلالها تحديد الحدود النهائية للدولة العبرية.

وكانت استطلاعات الراي التي سبقت الانتخابات التشريعية الاسرائيلية توقعت حصول كاديما على عدد اكبر بكثير من المقاعد النيابية، ما يجعل شعور البعض في الحزب بالخيبة امرا حتميا. الا ان حجم الحكومة وعدد الوزارات التي ستسند الى حزب العمل ارتفعا كثيرا ايضا. وقالت معاريف "الاجواء داخل كاديما تزداد حدة". واضافت ان "عدد المستائين غير معروف بعد كون اولمرت لم يعلن بعد خياره النهائي بالنسبة الى الوزراء، لكنه يرتفع بسرعة".

ويقضي القانون الاسرائيلي بان يشكل اولمرت حكومته بحلول الرابع من ايار/مايو على ان يحيلها الى الكنيست لنيل الثقة، ولكن يبدو انه سيتوصل الى اتفاق على التشكيلة النهائية قبل هذا التاريخ. ومن المقرر ان يلتقي اولمرت الاثنين بيريتس بالاضافة الى ممثلين عن حزب شاس المتشدد وحزب المتقاعدين الذي سيكون احد الاحزاب الصغيرة في الائتلاف الحكومي.