المستقبل

ضاعفت ايران مبادرات التحدي بشأن برنامجها النووي قبل اقل من 48 ساعة على انتهاء المهلة لامتثالها لمطلب الامم المتحدة وقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما رفضته طهران مسبقا. اذ توعد المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي بان تضرب ايران كل المصالح الاميركية في العالم اذا تعرضت لهجوم من جانب الولايات المتحدة، في موازاة تهديد اطلقه الرئيس محمود احمدي نجاد بتجاهل بلاده قرارا محتملا للامم المتحدة يحرمها "حقوقها" على صعيد برنامجها النووي.
واجرى مسؤول الطاقة النووية الايراني غلام رضا اغا زادة محادثات اللحظة الاخيرة في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يينا، في وقت يعتقد المحللون ان هذا الاجراء جاء متأخرا جدا ليغير تقريرا وشيكا سترفعه الوكالة الى مجلس الامن السبت المقبل.
وهدد خامنئي امس الولايات المتحدة برد "الصاع صاعين" إذا هاجمت إيران. وقال خامنئي الذي يمثل اعلى سلطة في ايران، كما نقل عنه التلفزيون، "على الاميركيين ان يعلموا انهم في حال شنوا هجوما على ايران الاسلامية، فان مصالحهم ستتعرض لضربات في اي مكان نستطيع بلوغه في العالم". اضاف في خطاب امام عمال في طهران ان هذه الضربات "ستكون مرتين اشد من اي ضربة" لايران.
واعتبر ان "لهجة المسؤولين الاميركيين هي لهجة التهديد والترهيب"، مشددا على ان "الامة والحكومة الايرانيتين يقظتان واتخذتا القرار (...) ولا تعيران هذه التهديدات اي انتباه".وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اشارت في 19 نيسان (ابريل) الى امكان التدخل العسكري ضد ايران، باسم حق واشنطن في الدفاع عن النفس، لكنها اوضحت انها ما زالت تأمل في التوصل الى حل ديبلوماسي.
واستخدم الرئيس الايراني لهجة التصعيد نفسها اثناء وداعه للرئيس السوداني عمر البشير الذي زار طهران، فقال "اذا احترمت المؤسسات الدولية حقوقنا الشرعية فسنحترم قراراتها، ولكننا لن نعتبر (هذه القرارات) صالحة في حال هدفت الى حرماننا حقوقنا".
وكرر التهديد الذي اطلقه الاثنين الماضي بان توقف ايران علاقاتها بالوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا اخضعت لعقوبات. وقال "نأمل ان تؤدي (المؤسسات الدولية) واجباتها في شكل قانوني، بحيث لا تحتاج الجمهورية الاسلامية الى اعادة النظر في علاقاتها بها". واكد "اننا لن نتراجع قيد انملة عن حقوقنا القانونية والتي لا عودة عنها".
واعتبر احمدي نجاد ان "الملف النووي الايراني بمثابة اختبار للمؤسسات الدولية، لانه سيثبت اذا كانت تدافع عن حقوق الامم او تتحرك كدمى في ايدي بعض القوى المستبدة".
وهدد الامين العام لمجلس الامن القومي علي لاريجاني المكلف الملف النووي بان تعلق بلاده تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال فرض عقوبات عليها.
وحذر وزير النفط الايراني كاظم وزيري همانة في مقابلة نشرت امس من ارتفاع جديد لاسعار النفط في حال فرض مجلس الامن عقوبات على بلاده. واعتبر في حديث مع الصحيفة الاقتصادية الاميركية "وول ستريت جورنال" ان العقوبات ستمنع ايران من اجراء الاستثمارات الضرورية لزيادة انتاج النفط الايراني في وقت تتراجع فيه قدرات الحقول الحالية بقوة.
واجتمع مسؤول الطاقة النووية الايراني غلام رضا اغا زادة في فيينا مع نائب البرادعي لمستويات الامان النووي اولي هاينونين الذي كان الغى الاسبوع الماضي رحلة تقصي حقائق لايران قبل اعداد التقرير بعد ان خلص الى انه لن يحقق نتائج.
وقال ديبلوماسي مقره فيينا مقرب من عمليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران ان هاينونين وافق على استقبال اغا زادة في جهود جديدة لتحقيق تقدم بشأن مسائل تتعلق بسلوك طهران النووي والتي ما زالت عالقة بعد ثلاث سنوات من تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال الديبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه مقابل بحث الاجتماع السري "مهما كان الذي سيقوله في هذه المرحلة المتأخرة فانه لن يكون هناك وقت للمفتشين للتحري والتحقق قبل ان يخرج التقرير". اضاف "كل ما يمكن للبرادعي ان يفعله هو ان يشير الى أي معلومات يتلقاها وان يقول انه لا يمكنه تقييم ما اذا كانت مهمة".
وأعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية أن الملف النووي الإيراني سيفرض نفسه على القمة التشاورية الثامنة لقادة دول المجلس التي ستعقد في الرياض في السادس من الشهر المقبل "لانه يدخل في صلب المصالح الحيوية".
وفي واشنطن، اقر مجلس النواب الاميركي مشروع قانون يهدف الى محاسبة ايران على موقفها التهديدي من خلال فرض عقوبات والى دعم المسار الديموقراطي في الجمهورية الاسلامية. وصوت 397 نائباً اميركياً مقابل 21 على مشروع القانون.