نضال الخضري

لا أعرف ما الذي يربط المصطلحين، لأن الأديب والأديبة ليسا مضطرين التزام قواعد "الأدب" كما هي مقررة في "منهج" الأخلاق الذي يدرس منذ القرن الأول الهجري .. أم أن اللسان العربي يمنع الإبداع عن الراغبين في اختراق سلم "الآداب العامة" الذي يلتزم به الجميع لمجرد أنه يمنح السكون لمظاهر الحياة، بينما يكوي الجميع برتابة الحدث الذي يخبرنا بأن ما سيحدث هو دائرة واحدة تطبق على رقابنا.

ولأن "الأدب" بالمعنى الاصطلاحي أو الأخلاقي يسحبني نحو فهم الكم المتراكم من الصفحات والوعظ المستمر فإنني لا أجد سوى حلمي كي أستنجد به، أو أناشده حتى يتعافى من جروح الكلمات الدائمة التي تبدأ بالعفة وتنتهي بالصور التي يكتبها الذكور على جسد أنثى "مكررة" منذ الخليقة ... ولأن مشكلتي بالحلم فإني مضطرة لكسر قواعد "الأدب" حتى يأتي حلمي دون مساحات الذكور، ودون الصور التي ينقلونها ... فترسمني كما لا يريد الله ... وتعيدني من جديد لدائرة تخنقني.

هل أستطيع ... أو هل يستطعن؟!! ليس علينا الانتظار فانطلاقة اللون في الحلم ستنسيني التاريخ، ثم تعيد ترتيب الدقائق على حجم الخيال الذي يرتسم في الأفق .... فأنا أحلم بالذكر كشكل بشري تكتمل به الحياة ولا ينته به الحلم .. وأرى الزواج دون "مؤسسة" يدفع الرجل بها حياته .. أو تشعره بنقائصه ... إنه انفجار الحب، واكتمال دور الخصب لتدخل في مرحلة جديدة ... "مؤسسة فاشلة" ربما لأننا نبقى أسرى محيطها الحالي، ثم ننسى أنها درب وليست نهاية.

هل يستطيع الحلم الإبقاء على قدر من المخيلة لإعادة رسم الوطن كما أشتهيه ... خارج حصار "عنتريات" أوب مصعب الزرقاوي والحكمة الهرمة لأسامة بن لادن، أو حتى لأي ذكر يؤمن بالقيادة "المستدامة" على سياق "خليفة" القيم على الأرض ... أرسم الوطن مساحة من قدرتي على اختراقه للعمق حتى أعشق "أزماته" وأعرف أنني مع كل حدث يكبر حلمي بدلا من أن ينحصر في حدود الواجب اليومي.

للرجال أهدي حلمي ... للأناث اللواتي يقفن بانتظار تقليص "الخيال" أريد تقديم المساحة التي تنسينا جرائم الشرف ... وقضايا التحرش .... حتى لا نتعايش معها بل نعرف أن القدر هو على حجم "الحلم" أو بحماسة "الخيال".