نجيب نصير

دخل الروائي خالد خليفة في عراك ثقافي حقوقي مع المخرج السينمائي محمد ملص ، حول إشكالات حصلت بينهما لجهة تنفيذ فيلم عن سيناريو كتباه سوية وأخذا فكرته من صفحة الحوادث في احدى الصحف السورية وأسمياه باب المقام .. عن سيدة حصل تحول في حياتها جعلها تستمع بكثافة الى أغاني ام كلثوم ما أجج الشك في صدور إخوتها في أنها خرجت عن السلوك الجنسي القويم فقتلوها .. الى هنا وينتهي ما نعرفه عن الفيلم . بالإضافة الى انه نفذ بطريقة الفيديو ديجتال وصور بمدة ستين يوما في حلب الشهباء بممثلين سوريين وتمويل أوروبي .

وفي صمت مطبق من مخرج الفيلم .. علا صوت الروائي خالد خليفة حول مسائل ثلاث: الأولى ان الأستاذ المخرج قام بعرض الفيلم في قرطاج بتونس ( وليس ضمن فعاليات المهرجان ) ولم يدعو إليه الشريك بالتأليف اي خالد خليفة المتشوق لمشاهدة نتائج عمله السينمائي الأول ، الثانية حول حقوقه المادية حيث ادعى انه لم يحصل على حقوقه المادية ، اما الثالثة فهي إضافة اسم احمد بهاء الدين عطية المنتج التونسي المعروف كسينارست ثالث بعد انجاز الكتابة والتصوير، لا يمكن لنا كقراء او متابعين التحقق من الثانية لانه يجب ان يكون لها اوراق ومستندات خاصة بالطرفين ، ولا يمكن التحقق من الثالثة لأننا لم نشاهد الفيلم ولم نر تترات البداية ولم يعلن احد سابقا او لاحقا ان الأستاذ عطية هو شريك في الكتابة او الاستشارة ، كل هذه المسائل سوف تحل قانونيا او حبيا او اتفاقا او خصاما .

ولكن الذي لن يحل هو مشكلة الذهنية السرانية التي يعمل بها مبدعونا والتي تجعل ما يعملون عليه سرا عسكريا خفيا لا يحق لأحد تقدير مرجعيته وكأن الاعلان عن مرجعيات الفيلم من كتابة وتمويل واستشارات فيها انتقاص من قيمة المشتغلين فيه فيدخل مختبرا سرانيا لا يخرج منه الا للتهليل له وكأن عليهم رسم مكيدة للجمهور اولا ومن ثم تلقي التهاني والتباريك بمناسبة ولادة اوديسا السينما السورية ، لماذا هذه السرانية أخائفون من عين الحسود ؟ والخرز الازرق يملأ الشوارع !!!! مأساة متكررة في آلية العمل السينمائي السوري فكل فيلم يشكل حالة مافيوزية مقطعة الاوصال. ولكن الجهة الأهم والتي يجب الإطلال عليها وهي الفيلم نفسه هل أنجز أم لا؟ وهل يستحق كل هذه المعمعة والصراع والمعارك اي هل هو فيلم ناجح فنيا على الأقل وعندها سوف يطلع له الف اب ، ام انه فاشل ( والفشل حق من حقوق الإنسان) وينفض عنه إباؤه ليصبح لقيطا .

دعونا نرى الفيلم أولا، وتلقوا منا رأينا فيه وبعدها تخانقوا وتدافشوا وتداولوا حقوق بعضكم ، فقد يستحق هذا العنت وقد لا يستحق ، عندها ربما قد تعتذرون عنه وتهربون من أبوته، خصوصا انه لم تهل بعد أية إشارة عن جائزة او تنويه تجلدونا به.