نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا كتبه عاموس هرئيل تناول فيه صفقات التسلح السورية الجديدة والتوتر في العلاقات بين الاردن وسوريا بعد ضبط خلية تابعة لـ"حماس" ومخزن للاسلحة في الاردن، ننقل ما جاء فيه: "جددت سوريا مفاوضاتها حول صفقات كبيرة للسلاح في ظل التوقعات التي تشير الى زيادة مداخيلها المالية نتيجة ارتفاع اسعار النفط في العالم. هذا ما لمح اليه رئيس شعبة المخابرات في رئاسة الاركان اللواء عاموس يدلين في محاضرة القاها يوم الاربعاء، وقال: ان دولا كبيرة منتجة للنفط مثل ايران والسعودية تحول هي ايضا اموالا لصفقات تسلح كبيرة.

وعلى ما يبدو ان جزءا من المشتريات السورية مخصص لتجديد العتاد في سلاح الجو الذي توقف عن استيعاب طائرات جديدة منذ نهاية الثمانينات، كما باتت صيانة الطائرات السوري القديمة في وضع سيئ وانخفض معدل ساعات التدريب للطيارين السوريين الى حد لم تعد اسرائيل تعتبر سلاح الجو السوري يشكل تهديدا حقيقيا.

واضاف رئيس المخابرات العسكرية: ان سوريا لا تزال تركز جهودها في التصنيع العسكري على صناعة الصواريخ. فالى جانب صواريخ "السكود" ذات المدى البعيد، تواصل تطوير صواريخ من عيار 200 وحتى 300 ملليمتر يبلغ مداها عشرات الكيلومترات، ويبدو ان قسما من هذه الصواريخ يذهب الى حزب الله ليشكل جزءا من شبكة الصواريخ التي نشرها الحزب على طول الحدود بين لبنان واسرائيل.

وتلاحظ اسرائيل تشدداً سورياً جديداً بعد الموقف الدفاعي الذي وجدت فيه دمشق نفسها في مواجهة المبادرة التي قامت بها الولايات المتحدة وفرنسا لاخراج الجيش السوري من لبنان (وذلك بعد القرار 1559 الذي اتخذه مجلس الامن) والتحقيق الدولي في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. وتشعر سوريا بان ثمة ضعفا في الموقف الاميركي في ضوء تعقد الوضع في العراق، وهي تاليا تحض "حزب الله" على عدم الخضوع للمطالبة بتجريده من سلاحه".

اما في شأن التوتر بين الاردن وسوريا فقد نقلت الصحيفة عن اوساط مخابراتية اسرائيلية ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في دمشق يصفي حسابه مع السلطات الاردنية التي طردته من اراضيها نزولا عند طلب اسرائيل بعد المحاولة الاسرائيلية الفاشلة لاغتياله، مع امكان ان تكون الخلية التي ضبطت في الاردن تعمل بأوامر من النظام السوري الذي لا يزال يستضيف قيادة الحركة في دمشق.

وتضيف الصحيفة: "هناك احتمال آخر هو وجود علاقة تقنية خاصة بين الناشطين العسكريين الذين ينتمون الى "الاخوان المسلمين" في الاردن، وانصار "حماس". فالعلاقات بين الحزبين وثيقة للغاية. وعمان قلقة من تصاعد التطرف وسط "الاخوان المسلمين" في الاردن، ومن المحتمل ان تكون الاتهامات الاردنية لـ"حماس" مبالغا فيها قليلا لتبرير البرودة التي تتعامل بها عمان مع حكومة "حماس" منذ الانتخابات. في الاسبوع الماضي وبعد ضبط خلية "حماس"، ألغى الاردن الزيارة المقررة لوزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار للمملكة".