الرأي العام

انتقدت سورية، تقرير مبعوث الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، حول العلاقات السورية ـ اللبنانية، معتبرة انه يتجاوز ما ورد في قرار صادر عن مجلس الامن حول انسحاب القوات السورية من لبنان، وفقا لمذكرة نشرت اول من امس، في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وفي المذكرة التي يعود تاريخها الى 24 ابريل والموجهة الى انان ومجلس الامن، قال القائم باعمال مندوب سورية لدى الامم المتحدة ميلاد عطيه، ان التقرير الذي اعده تيري رود ـ لارسن «تجاوز ما ورد في قرار مجلس الامن 1559» الذي اعتمد عام 2004.
وركز التقرير في شكل خاص على الدعوات الى اقامة علاقات ديبلوماسية بين بيروت ودمشق، وكذلك ترسيم حدودهما المشتركة باعتبار ان الامرين «مرتبطان باحترام سيادة لبنان واستقلاله».
وجاء في المذكرة ان «قضية تبادل سفارات ام لا بين البلدين هي مسألة من اختصاص السلطات المحلية لدى البلدين، ويمكن الاتفاق عليها حين تتيح الاجواء السائدة في العلاقات بين البلدين القيام بمثل هذه الخطوات».
وحذرت المذكرة ايضا من اعتماد قرارات جديدة تزيد من عدم الاستقرار في لبنان او المنطقة, ولفتت الى ان «دفع بعض الأطراف مجلس الامن لاعتماد قرارات او بيانات جديدة لن يؤدي الى تهدئة الحال في لبنان او المنطقة، بل سيفاقم من حالة عدم الاستقرار والتوتر في لبنان والمنطقة».
واعلنت فرنسا الاسبوع الماضي انها تحضر مشروع قرار سيحض سورية على تلبية دعوة لبنان لاقامة علاقات ديبلوماسية رسمية ولترسيم الحدود المشتركة, وقال مندوبها لدى الامم المتحدة جان مارك دو لاسابليير انه يتشاور مع اعضاء اخرين في مجلس الامن ويامل في ان يكون النص جاهزا هذا الاسبوع.
وكان رود ـ لارسن المكلف متابعة تطبيق القرار 1559، دعا في تقريره دمشق الى التعاون مع بيروت لترسيم حدودهما وفتح سفارات في كل من البلدين.
وتضمنت المذكرة رفضا لما ورد في التقرير من «شكوك حول انسحاب اجهزة الاستخبارات السورية من لبنان», وذكرت ان «سورية تود ان تؤكد مرة اخرى ان كل قواتها ومعداتها العسكرية واجهزة امنها انسحبت من لبنان في 26 ابريل 2005» بموجب القرار 1559.
في سياق اخر، اعلن المحامي والناشط في الدفاع عن حقوق الانسان انور البني، امس، ان اجهزة الامن اعتقلت القيادي في «حزب العمل الشيوعي المحظور فاتح جاموس، لدى وصوله الاثنين الى مطار دمشق عائدا من جولة اوروبية»، التقى خلالها معارضين سوريين منفيين، من بينهم اسلاميين.
واضاف البني، ان جاموس هو سجين سياسي سابق (1982 ـ 1997)، منددا بحملة الاعتقالات التي تشنها السلطات في اوساط المعارضين، وداعيا الى «اطلاق جميع السجناء السياسيين».
واعلنت المنظمة السورية لحقوق الانسان، ايضا في بيان، نبأ اعتقال جاموس «بعد عودته من جولة اوروبية اجرى خلالها لقاء مع قناة الجزيرة», ودانت «الاعتقال السياسي بكل اشكاله»، مطالبة السلطات «بالافراج الفوري» عن جاموس، ومؤكدة «ضرورة الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية التي سبق لسورية ان صادقت عليها».