تخلو من أي تمثيل للعرب وللمهاجرين الروس

السفير

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف إيهود أولمرت، أنه نجح في تشكيل حكومة ضيقة تحظى بتأييد 67 عضو كنيست من أربعة أحزاب، مشيرا الى أنه سيعرض الحكومة على الكنيست يوم غد الخميس. وواصل أولمرت مشاوراته مع أحزاب أخرى لتوسيع قاعدة تأييد الحكومة في الكنيست، غير أن الحكومة الجديدة بدت متناقضة المكونات من الناحية الأيديولوجية وخلت من أي تمثيل للعرب وللمهاجرين الروس.
وبعد أسابيع من المفاوضات الائتلافية، أبلغ أولمرت الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف أنه نجح في تشكيل حكومة تستند إلى ائتلاف من 67 نائبا. وشدد على أنه يسعى في أقرب وقت لتوسيع الائتلاف ليستند إلى 76 نائبا بعد ضم حزبي يهدوت هتوراه وميرتس.
وتتكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة من احزاب كديما (29 نائبا) والعمل (19) وشاس (12) والمتقاعدين (7). وتم تقاسم المناصب الكبرى بين كديما والعمل بعدما أفلح أولمرت في زيادة حصته من المناصب الكبرى بتوحيد كديما والمتقاعدين في كتلة برلمانية واحدة. وتضم حكومة أولمرت حتى الآن 25 وزيرا حصل فيها حزب العمل على 7 وشاس على 4 والمتقاعدين على اثنين والباقي لكديما.
وتم الإعلان عن أن رئيس الحكومة الجديدة سيشكل <مطبخين> أولهما أمني سياسي يضم بالاضافة اليه كلا من رئيس حزب العمل عمير بيرتس الذي يتولى وزارة الدفاع ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الاتصالات شاؤول موفاز. والثاني اجتماعي اقتصادي ويضم بالاضافة الى أولمرت كلا من وزير المالية أبراهام هيرشزون ووزير الداخلية روني بار أون.
ومن المتوقع أن يشكل قوام <المطبخين> مادة قوية للخلافات والصراعات الداخلية نظرا للأهمية التي يوليها الساسة الإسرائيليون للاقتراب من دائرة صنع القرارين السياسي والاقتصادي. ولذلك ينتظر توسيع هذين المطبخين في وقت قريب، على الأقل لإشراك قيادي من شاس في المطبخ الاجتماعي الاقتصادي.
وبرغم الإعلان عن تشكيل الحكومة، فإن طاقم المفاوضات من كديما يواصل مفاوضاته مع كل من يهدوت هتوراه وحركة ميرتس لضمهما للحكومة. ولكن في الوقت الذي يريد فيه أولمرت ضم يهدوت هتوراه لخلق توازن في الحكومة يتيح لحزبه استمرار الظهور كحزب وسط، فإنه متردد حقا إزاء ضم ميرتس. وكانت ميرتس قد انتقدت حزب العمل لتخليه عن شعاراته الاجتماعية، غير أن هذه الحركة ستكون إن انضمت للحكومة في صف حزب العمل.
وسبق للمفاوضات أن توقفت بين كديما وحزب <إسرائيل بيتنا> الذي اتهم زعيمه افيغدور ليبرمان أولمرت بأنه أدار المفاوضات معه بنوايا سيئة.
ومن المقرر أن تجتمع الكنيست يوم غد لانتخاب رئيس لها والمصادقة على تشكيل الحكومة الجديدة. ورشح كديما، في سابقة برلمانية، الوزيرة السابقة من حزب العمل والتي انضمت مع آخرين إلى كديما، داليا إيتسيك لرئاسة الكنيست. وهذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة في إسرائيل رئاسة السلطة التشريعية.
ومعروف أنه بعد انتخاب رئيس الكنيست ستعرض الحكومة وبرنامجها السياسي واتفاقاتها الائتلافية لبدء النقاشات. وفي ختام النقاش الذي قد يستمر أكثر من يوم سيصادق الكنيست على الحكومة الجديدة.
وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن أولمرت في التشكيلة المعلنة أفلح في منع انفجار <لغمين> داخل حزبه. ويتمثل اللغم الأول في إقناعه وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز بتولي وزارة المواصلات وزيادة صلاحياته ومنحه لقب نائب رئيس الحكومة وعضوية <المطبخ> السياسي الأمني. ورأى مراقبون أن نجاح أولمرت في هذه المهمة يعود أيضا إلى إبقاء ملف العلاقات العسكرية الاستراتيجية الإسرائيلية مع الولايات المتحدة ودول العالم بيد موفاز.
أما اللغم الثاني داخل كديما فتمثل أيضا في إقناع مئير شطريت بالتخلي عن أمله في منصب وزير المالية والقبول بوزارة البناء والإسكان. وزاد أولمرت من صلاحيات شطريت ومنحه الإشراف على سلطة الأراضي والإشراف على الأجهزة الأمنية. وفضلا عن ذلك نال شطريت رئاسة اللجنة الوزارية لشؤون القطاعات غير اليهودية في إسرائيل.
غير أن مشاكل أولمرت سوف تظهر في وقت لاحق بعد إمعان السياسيين والمعلقين في قراءة الاتفاقات الائتلافية. فقد تبين أن البرنامج السياسي للحكومة لا يشدد على خطة الانطواء كما أن اتفاقه مع شاس لا يلزم هذه الحركة الدينية بالتصويت إلى جانب هذه الخطة. وتراجع حزب كديما في اتفاقاته مع شاس عن شعاراته بإحداث تغييرات دستورية واشترط حدوث ذلك بموافقة الأخيرة. بل أن زعيم شاس حظي بوعد من أولمرت بسن قانون يلتف على قرار المحكمة العليا بشأن المحاكم الدينية.