اختراع «السواتر» والتسهيل لـ «الاخوان» ضد دمشق هل يخدم لبنان؟

في 26 نيسان الماضي مرت سنة على انسحاب القوات السورية من لبنان، وبدلاً من ان نشهد ‏سياسة عقلانية، تنطلق من الواقع التاريخي والجغرافي، لاقامة علاقة طبيعية بين لبنان ‏وسوريا،

اذا بحركة 14 شباط، تعمل على ترسيخ ثقافة مزورة، هي ثقافة عداء لبنان ‏العروبة، وثقافة استعداء اللبنانيين على سوريا.‏

ومَن يقوم بهذا العمل؟

انهم الذين كانوا ازلاماً لبعض ضباط المخابرات السورية، والذين قاموا بتقديم الهدايا لهؤلاء ‏الضباط، وكانوا يقيمون الاحتفالات لهم، والاعلام شاهد على ذلك، واليوم يتزلمون لسفراء ‏أميركا وفرنسا وغيرهم، ويفتحون ابوابهم لهؤلاء السفراء، ويفتحون ابوابهم لأعداء سوريا، من ‏بقايا «الاخوان المسلمين»، الذين خرجوا من التاريخ، بعد ان اثبتت سياسة سوريا انها ‏سياسة الممانعة ضد اسرائيل بامتياز.‏

الى اين يأخذون لبنان هؤلاء، وهم يصرفون الأموال الطائلة على حملاتهم الاعلامية، واختراع ‏تارة «السواتر»، وتارة أخبار مختلقة، ويلعبون على الغرائز والانفعالات لدى بعض ‏اللبنانيين، كي يثبتوا سيطرتهم على طائفتهم.‏

هؤلاء يمارسون سياسة العداء لسوريا، ويمارسون السيطرة على طوائفهم، معتبرين ان الكسب ‏لدى طوائفهم ومذاهبهم، يأتي من عدائهم لسوريا.‏

هؤلاء يحلمون باعادة اسرائيل الى بيروت، كما حصل عام 1982 وهم لا يعرفون ان عليهم ‏الاعتذار من الشعب اللبناني، على أنهم ساروا مع القوافل الاسرائيلية التي أحرقت عاصمة ‏لبنان، وهي من اعرق مدن العالم العربي.‏

هؤلاء لا يعرفون ان لبنان العربي تكرس بدماء الشهداء، وهؤلاء لا يعلمون ان لا واشنطن ولا ‏باريس ولا احد، قادر على انتزاع سلاح مقاوم واحد قرر مقاتلة العدو الاسرائيلي عن ايمان ‏وقناعة وشرف.‏

اصبحت الوقاحة السياسية فائقة الحدود، اصبحت رائحة الخيانة منتشرة في صفوفهم، اصبحت ‏العمالة لديهم لصالح اميركا وعبرها لاسرائيل، وظيفة من الدرجة الاولى.‏

هل الوقاحة تسمح الى هذا الحد، بالمطالبة بتسهيل الامور لاسرائيل ونزع سلاحنا كي ترتاح ‏اسرائيل، وتهيمن على لبنان عندما تريد، هؤلاء لا يعلمون ان الجغرافيا والتاريخ لا ‏يتغيران، وان العلاقة الطبيعية بين لبنان وسوريا عائدة، وان مصالح الشعب اللبناني ‏والسوري واحدة، وانه لا يوجد لبناني واحد، يريد التخلي عن سيادة لبنان واستقلاله ‏وكرامته، ولا يريد ان تحكمه سوريا، وانه لا يوجد لبناني واحد، الا ويريد العلاقة ‏الطبيعية بين لبنان وسوريا.‏

هؤلاء يعتقدون ان سجلاتهم لا نعرفها، وهؤلاء الذين يريدون توطين الفلسطينيين في لبنان، ‏والسير باوسلو والخضوع لاسرائيل، انما باتت واضحة لدى الشعب اللبناني، واذا كانوا ‏يستغلون اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويستغلون لحظة من الزمن وقع فيها لبنان ‏تحت السيطرة الاميركية سياسياً، فان الشعب اللبناني يرفض الا ان يكون عربياً، ويرفض الا ان ‏يكون سيداً حراً، ويريد العلاقة الطبيعية مع سوريا، ويرفض الهيمنة الاسرائيلية، ولقد دفع ‏الشعب اللبناني دماً غزيراً والاف الشهداء في سبيل هذا الهدف.‏

ثم انهم يتحدثون عن الديون، ومَن الذي أوصل لبنان الى هذه الديون الا المجموعة التي كانت ‏متزلمة لسوريا واليوم تعادي سوريا، ومَن أوصل لبنان الى شبه افلاس الا هؤلاء.‏

ان علامات الازمنة لا تتغير، ومن علامات الازمنة، ان هناك دائماً خونة وعملاء وتافهين، ومن ‏علامات الأزمنة ايضاً، ان هناك دائماً مقاومين ووطنيين، ومتى كانت الازمنة الا لفرسان ‏التاريخ الذين قاوموا في سبيل اوطانهم.‏