عن العراق قال مسؤول بارز في مركز ابحاث اميركي معروف بـ"موضوعيته": "لا ارى ان الحرب الاهلية في العراق حتمية. لكن ذلك لا يعني على الاطلاق توقف العنف. قد يتوصل العراقيون بعد مماحكات ومساومات الى حكومة. لكنهم لن يتوصلوا الى سلام او الى تسوية. الاكراد مرتاحون في مناطقهم في شمال العراق كما كان موارنة لبنان في الماضي. فهل سيحل بهم ما حل بالموارنة بعد سنوات؟ لا احد يعرف. هناك لجنة قيد الاعداد في واشنطن مهمتها درس الوضع في العراق وربما اقتراح عدد من التوصيات او الحلول. ومن الاعضاء المقترحين لها وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر ولي هاميلتون. وفي اي حال وايا تكن التطورات لن تنفذ اميركا انسحاب هزيمة من العراق. بل انها لن تنسحب. ولكنها ستجري نوعا من فض الاشتباك يؤدي الى تمركز قواتها خارج المدن. وسيكون الاعتماد على القوى العراقية اكبر رغم انها غير مؤهلة في رأيي بغالبيتها حتى الآن على الاقل لفرض الامن وحفظه. كيف تستطيع حكومة ان تحكم اذا كانت عاجزة عن فرض الامن؟ الوحيدون القادرون على العمل الامني هم الذين يعملون مع الميليشيات".

وعن العراق ايضا قال رئيس مركز ابحاث اميركي مهم مركزه واشنطن: "هل يمكن ان تؤثر المشكلة الاميركية – الايرانية على العراق وعلى الوجود الاميركي فيه؟ طبعا تؤثر اذ لا يمكن ان يتقاتل الاميركيون والايرانيون في مكان وان يتعاونوا في مكان آخر. واذا نشبت مشكلة كبيرة بين اميركا وايران مثل قيام الجيش الاميركي بضربة عسكرية جوية وقوية لمنشآت ايرانية فان ايران النافذة جدا في العراق وخصوصا في جنوبه ستقوم بالرد. وردها قد يكون تحريك الوضع العراقي وخصوصا الشيعي ضد الاميركيين. وفي حال كهذه هل تستطيع القوات العسكرية الاميركية البقاء في العراق؟ والجواب هو طبعا لا". ماذا عن مستقبل العراق وهل هناك امكان لحرب اهلية او لتقسيم؟ سألت. أجاب: "تصرف الشيعة منذ سقوط النظام العراقي السابق كحكام للعراق على نحو الإجمال كونهم يشكلون غالبية شعبه. واخذوا كل شيء. والاكراد فعلوا الشيء نفسه في مناطقهم. اما السنّة وموقعهم في وسط البلاد لا موارد عندهم ولا شيء الا الصحراء. على الشيعة ان يتخلوا عن جزء من حقهم او ما يعتبرونه حقهم في الثروة العراقية للسنّة كي يتخلوا عن السلاح ويعودوا الى التفاهم. الحرب الاهلية قائمة عمليا وان بوتيرة غير مرتفعة. هناك عمليات تطهير مذهبية وعرقية تجري في بعض المناطق. الوضع ليس سهلا على الاطلاق. ماذا تفعل ببغداد السنية اساسا والمختلطة حاليا؟ هذا هم كبير للاميركيين لان تطهيرها او محاولة تطهيرها في اتجاه او في اتجاه اخر يحتاج الى مجازر".

وعن العراق ثالثا قال مسؤول رفيع في الجمعيات اليهودية الاميركية: "العراق قريب من الحرب الاهلية، اذا توسع العنف الدائر حاليا وتحول حرباً فستنسحب القوات العسكرية الاميركية الى مناطق الاكراد في الشمال والى دولة الكويت. وهي لا تستطيع ان تبقى في الجنوب حيث لا بد ان تكون المعارك دائرة. على كل حال لاحظ الآن ان باستثناء المثلث السني المضطرب امنيا فان مناطق العراق الاخرى الشمال والجنوب هادئة الى حد كبير. ولا بد من الاشارة هنا الى ان الحرب الاهلية العراقية ستفجر المنطقة كلها".

1. وعن العراق رابعا تحدث باقتضاب مسؤول اميركي بارز قال: "حاولنا في موضوع العراق ان نشرك ايران التي لها نفوذ معين فيه. لكنها لم توافق او بالاحرى لم ترد الا في الفترة الاخيرة. وهي قد تعود عن موافقتها. ربما تشعر انها محشورة هذه الايام. ما نعرفه ان الشيعة العراقيين عرب وانهم كانوا دائما ضد فارس.

ولا يزالون كذلك. صحيح ان لايران نفوذا اليوم في اوساطهم. لكن ذلك لا يمكن ان يدوم. المهم ان يتفق العراقيون وان ينجحوا في تشكيل حكومة بعدما نجحوا في انجاز انتخابات نيابية ممتازة. على السنة العراقيين في رأيي ان يقوموا بامرين. الاول، دخول العملية السياسية الجارية في العراق وقد فعلوا. اما الامر الثاني، فهو ان يقوموا هم بالتصدي للمخربين والارهابيين السنة الذين يقودهم ابو مصعب الزرقاوي وامثاله. لقد بدأت بعض العشائر العراقية السنية التحرك في اتجاه كهذا. والقوات العسكرية والامنية العراقية تزداد عددا وقوة وتدريبا. وهناك نحو 50 كتيبة عراقية جاهزة، بعضها يقاتل وحده وبعضها يقاتل معنا وبعضها يقاتل في ظل دعمنا له. ازداد العنف اخيراً في العراق فشعر الجميع ان الحرب الاهلية على الابواب. وكانت كذلك. لكن اقتناع الاطراف العراقيين كلهم او معظمهم ان حربا كهذه ستكون تهديدا لهم كلهم جعلهم ينشطون لتدارك العنف ولمواصلة العملية السياسية". وعن العراق خامسا تحدث مسؤول اميركي مطلع على ملفه واوضاعه على نحو مباشر، قال: "رغم العنف المتزايد في العراق لا اعتقد اننا على ابواب حرب اهلية، الوضع في العراق ليس كما كان الوضع في لبنان عامي 1975 و1976 حيث كان كل الاطراف متشوقين بل متحرقين للقتال. وكما كان الوضع في يوغوسلافيا ليس هناك من ميلوسيفيتش في العراق اليوم. طبعا ليس هناك نلسون مانديلا ايضا. لكن يقوم اية الله السيستاني الى حد ما بدور مانديلا. كل زعماء العراق لا يريدون حرباً اهلية. وهم يجتمعون لتلافيها وللتوصل الى تسويات. اما بخصوص اميركا فان كثيرين يتحدثون عن انها تعد استراتيجيا خروج من العراق او انسحاب من المدن. ما يمكنني ان اقوله لك هو انه لا يوجد خطة ب (plan B) لاميركا في العراق. اذ عندما يكون عندك خطة من هذا النوع تكون مسلما بانك خسرت المعركة، نحن لسنا كذلك. لم نخسرها".

ماذا قال المسؤول الاميركي اياه عن العراق ايضاً.