نشرت صحيفة "معاريف" مقالاً كتبه زعيم حركة ميريتس - ياحد يوسي بيلين دعا فيه رئيس الحكومة ايهود اولمرت الى ممارسة سياسة القوة والضغط مع حكومة "حماس" وسياسة التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية. ننقل ما جاء فيه: "الخطوط الاساسية للحكومة التي نالت الثقة لا تترك مجالاً للشك بشأن الموضوع الاساس المطروح في جدول اعمالها: انها الحكومة التي ستقسم ارض اسرائيل. ولكن الاقل وضوحاً هو كيف ستقوم بذلك.

ان الخطأ الاكبر لأرييل شارون هو قراره المنفرد عدم العودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين نقيض ما تعهدت به صراحة حكومة اسرائيل في ختام مفاوضات طابا في كانون الاول 2001. اعتقد شارون حينها ان بضعة اشهر من الضرب بيد من حديد ستضع حداً للإنتفاضة، ولكن عوض ذلك دخلنا دائرة دموية قتل فيها اكبر عدد من المدنيين الاسرائيليين. وعندما ادرك اننا مضطرون الى انهاء الاحتلال او على الاقل انهاء جزء منه كي نحول دون زوال الدولة اليهودية الديموقراطية، فضل ان يقوم بذلك بطريقة احادية وواصل مساره بعد انتخاب ابو مازن رئيساً لمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية. ولم تلق آذاناً صاغية الانتقادات التي اتت من اليمين واليسار والتي شددت على ان الانسحاب الاحادي من غزة سيبدو انتصاراً كبيراً لحماس.

فوز حماس والانسحاب من طرف واحد من غزة يطرحان اكثر من علامة سؤال صعبة على اسرائيل. فلقد تمسكت حماس بلاءات قمة الخرطوم المنعقدة عام 1967: لا للإعتراف باسرائيل، لا للمفاوضات، لا للسلام. ولم تعترف بالاتفاقات التي وقعها الفلسطينيون. ولا تقوم حماس حالياً بمعالجة الارهاب ولا تدينه بل تشجعه. تنظيم الجهاد الاسلامي يطلق صواريخ القسام من القطاع ويعيد الارهاب الى شوارع تل أبيب وابو مازن يعرض نفسه للمواجهة المستمرة مع حماس وللعزلة عندما يندد بالارهاب.

ما الذي يمكن ان نفعله اليوم؟ لا يمكن معسكر السلام ان يكتفي بالشماتة وبالقول انه سبق ان حذر كل من يرفض الحوار مع منظمة التحرير من انه سيجد نفسه في مواجهة حماس. لقد باتت حماس هنا وهي تشكل مشكلة بالنسبة لنا جميعاً وعلينا ان نجد لها حلاً.

ومثلما هو الحال دائماً، العنف هو العنصر الضاغط والاكثر الحاحاً وهو عموماً الاقل فائدة، ولكن لا خيار امامنا. الهدف المباشر هو الجهاد الاسلامي، التنظيم الصغير نسبياً الذي لا ينصاع لمؤسسات السلطة الفلسطينية، من هنا ضرورة تحديد القنابل الموقوتة، وهي في طريقها لإطلاق صواريخ القسام ومنعها من القيام بذلك.

ان الضغط الكبير على حكومة حماس خطوة صحيحة، لكن الأمر الأكثر اهمية هو البدء بحوار جدّي مع أبي مازن وجماعته المستعدين لإجراء مفاوضات كثيفة خلال اشهر معدودة حول الاتفاق الدائم ثم طرح نتائجه على الاستفتاء العام الذي سيلزم او حماس أو يسقطها".