نضال الخضري

إنها فاشلة ... بكل المعاني التي أراها وأحاول كتمانها أو الصراخ أحيانا بغضب ... لأن الأسرة فاشلة بما نحمله .. وقادرة على تكسير حلمي وحلم الذكور أيضا... فعندما تغيب مساحة الحرية حولي يصبح الزوج تكرارا للون الأبدي الذي يصفعني ... أما الأطفال فيكررون الخيبة الكبرى في دفع الحياة نحو الماضي. فأسرة أو عائلة أو حتى تراكم السنوات على علاقات لا نفهم منها سوى رابطة الدم، والسعي نحو تحميل المجتمع كما من الأخطاء.

فاشلة لأنها تحمل معنى القسر والزجر والغرق في تفاصيل الخلاف، ثم تحنق نفسها داخل كم الاعتياد على نفس الوجوه أو الكلمات، فتصبح الأسرة الحاجز بين الحياة والإبداع، وأصبح أنا الحالمة التي تريد حلمها برجل قادر على تكسير الاعتياد .. رجل هو زوج بكم من الخيال الذي يجعل الأسرة حالة من التطاول على التقليد البشري في الإنجاب والموت ... وأنثى هي زوجة تتطاول على ميزة الخصب وتعطيها روعة الخلق الذي لم تشهده البشرية إلا في اللحظات المجنونة... وفاشلة لأنها غارقة في وحدانيتها بعيدا عن التنوع الذي يمنح الحياة، لتصبح حالة آسرة بقدرتها على خنق الآخرين ذكورا وإناث.

وحتى أبقى أحلم بالرجل ... لكنه ليس آخر ... فهو الصورة المتجددة كل يوم، ربما بالحماس أو الشبق للحياة، أو تكسير الألوان المرتدة على وجهي، والمتكاملة في الطاقة التي أراها كل يوم في عينيه، فحلمي هو الارتداد على أفق من العمق أو السحر داخل التحدي في عيني رجل ... أو القسوة التي تحميه من استخدام العنف لتفوقه "البيولوجي" أو حتى من حقه "المكتسب" عبر تاريخ من القهر.

من حقي الحلم .. ومن حق الآخرين "الدهشة" من الجرأة أو حتى "الوقاحة" في رسم صورتي كما أشاء، أو تحريض الأخريات كي نسير على مساحة الحياة كما نشتهي ونريد ونحلم لنكتب أن جمال هو أيضا للرجال وللون العشق الذي نريد خلقه على شاكلة دفق الحياة.