ضيا اسكندر

اجتمع رجلا دين أمام حشد من المؤمنين وقاما بالإفتاءات التالية:

الأول: يحرّم على المؤمنين اللعب مع المحتل بالطرنيب مهما كانت المبررات.
الثاني: مقاومة المحتل بمنزلة الصلاة في ليلة القدر.

الأول: يحرّم على المؤمنين معانقة المحتل وتقبيله و (.........) تحت أية ذريعة كانت.
الثاني: اقتلْ محتلاً, تنلْ حورية إضافية في الجنة.

الأول: من الجائز شرعاً تناول الإفطار مع المحتل, طالما أنه نطق بالشهادة.
الثاني: مقاطعة بضائع المحتل من أركان الإيمان الرئيسية.

الأول: قرْص المحتل في مؤخرته بغية إزعاجه, لا يعدّ وصالاً أو تحرّشاً جنسياً. لأن العبرة في المقاصد والنوايا لا بظواهر الأمور.
الثاني: لا صوت يعلو على صوت الجهاد في سبيل الحق.

الأول: تقديم الأطروحات حول جنس الملائكة وحقيقة الجن وكرامات الأولياء... واجب مقدس على كل مجتهد, وفي كل زمان ومكان.
الثاني: التسلّح بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا, إلى جانب الإيمان بالله تعالى, يجعلنا قاب قوسين أو أدنى من النصر.

الأول: الإنترنت بدعة الكفار, والتعامل معه حرام حرام حرام.
الثاني: زيارة بغداد وإلقاء بحْصة على المحتل, تعادل زيارة مكة المكرمة وبيت المقدس.

الأول: كثرة الدعاء على المحتلين الكفرة, تسهم في ضعضعتهم وتقوّض وجودهم.
الثاني: إذا تعارض الجهاد ضد المحتل مع الصيام في رمضان المبارك, فلا تتردد في اختيار الأحبّ إلى الله.

الأول: من غير الجائز شرعاً التقاط الصور التذكارية مع المحتل, أو التقديم له الفطائر بالفليفلة والزعتر.. أو حتى خبز التنور الحاف. ومهما كانت الظروف.
الثاني: من يستشهد في سبيل الوطن, مصيره الجنة. أياً كان انتماؤه السياسي أو القومي أو الديني أو المذهبي أو الطائفي أو القبلي أو العشائري.

لم يستطع الأول تحمّل الفتوى الأخيرة التي نطق بها الثاني. فانسحب غاضباً مستغفراً متهماً إياه بالهرطقة وهمهم قائلاً: ليس غريباً أن تغزونا جميع شعوب العالم, طالما أن الكفر وصل انتشاره حتى إلى أصحاب اللحى الطويلة ممن يدّعون التقوى والإيمان. فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.