شام برس

أكد الكاتب الألماني يورغن كاين كولبل مؤلف كتاب «ملف اغتيال الحريري - أدلة مخفية» أن عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري تم طبخها في دوائر الـ سي اي ايه والموساد الاسرائيلي بالتعاون الكامل مع مايسمى حكومات الظل اللبنانية في كل من واشنطن وتل أبيب والمحافظين الجدد وذلك تنفيذاً لمخططات جرى وضعها منذ عام 1996 وأخذت طريقها الى التنفيذ بعد احتلال العراق كون ذلك يأتي في مقدمة المخطط الذي يستهدف الشرقين الأدنى والأوسط.

وقال كولبل في محاضرة له مساء امس في مكتبة الأسد إنه في بحثه لايصور الحقيقة بقدر مايتناول الاحتمالات الأخرى في التحقيق وهي كثيرة وتزيد عن /8/احتمالات على الأقل تفوق جميعها الاحتمال أو الأثر السوري الذي سار صوبه المحقق الألماني ديتليف ميليس.

ولفت كولبل الى أن من خطط لتنفيذ عملية الاغتيال كان يهدف الى القضاء على استقلال لبنان وتحميل سورية المسؤولية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها والمعارضة اللبنانية لإرغامها على تغيير مواقفها.

وقال إن هذه المخططات كانت موجودة منذ زمن بعيد على أجندة المحافظين الجدد ومعهم الطابور الخامس مشيراً الى أنه وبعد أحداث /11/ أيلول والحرب الأمريكية على مايسمى الإرهاب والحملة تجاه مايسمى الديمقراطية وخاصة في الدول العربية دأبت الإدارة الأمريكية المحافظة على البدء في التنفيذ متخذة من العراق نقطة البدء للتفكير في سورية وايران ومصر والسعودية تمهيداً للاستيلاء على منابع النفط وخطوطه وهي خطط قديمة ظلت حبيسة الأدراج الى أن دفع بها منظرو المحافظين ومن وثائق هؤلاء اقتبس كولبل: «تحت عنوان أمن الحدود الشمالية لإسرائيل: إن سورية تهدد اسرائيل من الأراضي اللبنانية وعلى اسرائيل أن تهاجم حزب الله وسورية وايران كونهم أشد خطراً وذلك عبر الهجوم على المواقع العسكرية السورية في لبنان وإذا لم يكن ذلك مجدياً فبعض المواقع داخل سورية... وقال الباحث الألماني إن احتلال العراق كان هدفاً استراتيجياً ضمن رؤية المحافظين الجدد وكذلك إضعاف سورية عبر الاستفادة من المعارضة اللبنانية وعند الضرورة يمكن لإسرائيل أن تتدخل لإنجاز هذا الهدف.

وتحدث كولبل عن العلاقات التي تربط بين المعارضة اللبنانية واسرائيل وعملها والنصائح الأمريكية على ضوء تطور الأوضاع في العراق من نظرية الدمينو مستعرضاً للجهود والأموال الأمريكية لدعم المعارضات وقلب أنظمة الحكم عبر ثورات الخضار والفواكه (برتقالية - أرز) وهي تتويج لنشاط المحافظين الجدد وعلى رأسهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس .
ولفت كولبل الى ملاحظة قالها صيف العام الماضي سعد الدين الحريري في حلقة صغيرة لبعض المعارف والأصدقاء بأن القاتل يأتي من المحيط الداخلي.. لافتاً الى المحاولات الحثيثة التي تقوم بها جماعة أبو أرز لمواصلة مسلسل الاغتيالات.

وعقب المحاضرة قدم الباحث الفلسطيني سعيد دودين مداخلة اتسمت بالعنف وبالدعوة للهجوم على السفارات والمصالح الغربية في المنطقة الامر الذي دفع وزير الثقافة د - رياض نعسان اغا الذي كان يتابع المحاضرة وزميلته وزيرة المغتربين الى تعقيب من خارج الرنامج للتوضيح بان ماذهب اليه دودين هو رأي شخصي لا اكثر ولا اقل

و اجرت شام برس اتصالا هاتفيا بالوزير نعسان اغا لتفسير ماجرى فقال :

ان هذا النشاط هو نشاط ثقافي لتعريف كتاب صدر في المانيا وقد دعت اليه مجلة ابيض واسود المستقلة واذاعة سورية الغد الخاصة وقد استضافت مكتبة الاسد هذا النشاط باعتباره من انشطة المجتمع الاهلي وفي سياق حرية التعبيرالتي نحرص عليها ولم يكن هذا النشاط تحت رعاية اية جهة رسمية وقد حضرت والسيدة الدكتورة وزيرة المغتربين بوصفنا نتابع الحراك الثقافي ومهتمين بالحركة الثقافية اي اننا حضرنا بشكل شخصي وليس رسميا ومضمون الكتاب كما تعلم ملف تحقيق قام به الكاتب الالماني الضيف وهو ملف مايزال مفتوحا وقد اسعدنا ان نجد في الشعب الالماني من يمثل الوجدان الاوربي الحي والعادل

وردا على سؤال ماتعليقكم على ماذهب اليه السيد دودين خصوصا وانه يرافق الكاتب في زيارته الى سورية وهناك من يقول انه المنسق الرئيسي للزيارة قال نعسان اغا : اعتقد ان السيد دودين انفعل عاطفيا ازاء ماعرض له الكاتب الالماني الضيف من تصوير لحجم الحركة العدوانية ضد سورية والعراق والعرب وربما اخذته العاطفة والحماسة الى هذه اللهجة الانفعالية

انه رجل نحترمه اضاف وزير الثقافة ونقدر جهده في الدفاع عن امته ولكن انفعاله العاطفي دفعني الى المنصة للتوضيح