البيان
مجلس الأمن يتعثر والاتفاق مستبعد ونجاد يطعن في قيمة معاهدة حظر الانتشار النووي

حذرت طهران الأمم المتحدة من أي قرار إزاء تخصيب اليورانيوم الإيراني مشددة على أن أي قرار بهذا المعنى سيدفعها إلى إعادة النظر بعلاقتها مع الوكالة الدولية الطاقة الذرية من التعاون إلى المواجهة.

ورفضت دعوة الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان لدخول واشنطن في المحادثات المباشرة بشأن برنامجها النووي، في وقت قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن معاهدة حظر الانتشار النووي لا قيمة لها إذا هددت حقوق إيران.

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ايسنا) عن نجاد قوله خلال مؤتمر يشارك فيه قادة من ميليشيا «الباسيج» إنه «إذا كان توقيع معاهدة يهدد حقوق الأمة فلا صلاحية لها بالنسبة للأمة».

في تأكيد جديد لما سبق للمسؤولين الإيرانيين التلميح إليه في السابق من أن إيران قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا اعتبرت أن دولا أخرى تحاول استخدامها للحد من برنامجها النووي.

في غضون ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا اصفي في لقائه الأسبوعي مع الصحافة إنه في حال اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارات غير سليمة فإن اتجاه العمل سيتغير من التعاون إلى المواجهة. وأضاف من الواضح أن أي إجراء من مجلس الأمن سيكون له أثر سلبي على اتجاه تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي المقابل، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ان طهران لن تقبل أي قرار من مجلس الأمن الدولي ينتهك «حقوقها». وشدد على أن «بحث مسألة التعليق أو الوقف ليس مطروحا في جدول الأعمال الإيراني ولن يكون».

ورفض آصفي أي حوار بين طهران وواشنطن وقال إنه «من الواضح أن كل هذه الأزمات المفتعلة من صنع الولايات المتحدة التي تعارض إيران مستقلة. ولذلك لا توجد ضرورة لإجراء هذه المحادثات مع الولايات المتحدة»، مضيفاً «ان الولايات المتحدة ليست مستعدة لحوار قائم على المساواة. يريدون حشد الآخرين إلى جانبهم من خلال الترهيب.

لذلك نعتقد أن الظروف ليست متوافرة للدخول في حوار يحترم رغبات إيران، رافضاً دعوة للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى انضمام الولايات المتحدة إلى المحادثات الجارية بين إيران والحكومات الأوروبية.

ونفى المسؤول الإيراني وجود حرب باردة بين طهران وواشنطن وقال ان «طهران لاتريد حربا باردة مع الولايات المتحدة إلا أن واشنطن تريد ذلك وهى تعيش الآن حربا باردة مع جميع دول العالم»، وأضاف ان «واشنطن سعت ومنذ البداية إلى تسييس ملف إيران وإخراجه عن المسار الطبيعي... إن عودة ملف إيران إلى الوكالة الدولية سيحل الكثير من المشاكل».

وأضاف آصفي: «لكنه لا يزال علينا الانتظار لنرى ما إذا كان سيصدر مشروع القرار في الأساس.. وإذا صدر فماذا سيكون محتواه ووقتها سيكون لنا موقف واضح إزاءه». وأوضح أن إيران لن تقبل المطالب الغربية ببناء الثقة حيث ان الغرب «وليس إيران« هو الذي بدأ الحرب الكلامية واستخدم القنابل الذرية.

كما رفض الناطق الاتهامات الاميركية بأن إيران ستهاجم إسرائيل وقال انه «خلافا للنظام الصهيوني الذي هاجم فلسطين وجنوب لبنان لم تبدأ إيران خلال ال27 عاما الأخيرة حتى أي مواجهة عسكرية». وشدد القول: «عقيدتنا العسكرية ليست هجومية لكن إذا تعرض بلدنا للهجوم فسندافع وقتها عن أنفسنا بكل حسم»، كما جدد التأكيد على الطبيعة السلمية لبرنامج بلاده النووي وعدم استخدامه لأهداف عسكرية.

وعلى جبهة مجلس الأمن، قالت فرنسا وبريطانيا اللتان أعدتا مشروع قرار يأمر إيران بإنهاء برنامجها النووي بعد إجراء مزيد من المشاورات في مجلس الأمن الدولي يوم السبت أنهما تأملان بإجراء تصويت هذا الأسبوع.

ولكنهما بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي تؤيد المشروع البريطاني الفرنسي اعترفوا بأنهم لم يحققوا تقدما خلال المناقشات التي جرت يوم السبت لحل الخلافات بشأن البنود الأساسية للقرار.(