هآرتس

المساعي الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني تقدمت خطوة إضافية، بعد أن تبين أن طهران تجاهلت مطلب مجلس الأمن الدولي بالتراجع عن تخصيب اليورانيوم. وكذلك أعلنت مصادر إيرانية أن بحوزتها أجهزة طرد مركزية، أي قدرة على تخصيب متطور أكثر مما كان معروف سابقاً.
مجلس الأمن يجتمع لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، والولايات المتحدة تحاول دفع اقتراح قرار جديد يستند إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتمحور حول التهديدات لسلامة وأمن العالم ويمكن أن يستخدم كأساس قانوني لفرض عقوبات على الدول المتمرّدة. يقترح الأميركيون منح إيران أسبوعين لوقف عمل منشآت التخصيب، وحينها تتم التوصية بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية عليها.
فرض العقوبات ليس مهمة بسيطة بسبب معارضة روسيا والصين اللتين تحذران من أن الخطوات العقابية ستدفع الإيرانيين إلى الزاوية وستحبط احتمالات وقف البرنامج النووي بالوسائل الديبلوماسية. مقابل ذلك، تدرس الإدارة الأميركية "عقوبات طوعية" تفرضها على إيران دول معنية بذلك، خارج إطار الأمم المتحدة.
وعلى ضوء الصعوبات المتوقعة في السجال بين القوة العظيمة، قال رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، في نهاية الأسبوع، أن "الديبلوماسية بدأت فقط". المشكلة هي أن الوقت المتاح للديبلوماسية محدود، كما تشير التصريحات من طهران بشأن أجهزة الطرد الجديدة، وكشف المعارضة الإيرانية عن وجود منشأة تجارب إضافية لتخصيب اليورانيوم شمال طهران. يبدو أيضا أن المهندسين الإيرانيين مستعجلون في سباقهم لإحراز القنبلة.
لإسرائيل مصلحة عليا في وقف تهديد وجود سلاح نووي بحوزة دولة يخطب رئيسها محمود أحمدي نجاد بتدمير إسرائيل وطرد سكانها اليهود. رئيس الحكومة إيهود أولمرت تطرق إلى ذلك في مقابلة مع الصحيفة الألمانية "بيلد" وصف فيها أحمدي نجاد بأنه "شخص مضطرب" وشبهه بأدلوف هيتلر. أولمرت الذي سيلتقي بعد ثلاثة أسابيع بوش، علق آماله على "الغرب برئاسة الولايات المتحدة"، الذي حسب كلامه "لن يوافق بأي شكل على السماح لإيران بحيازة سلاح نووي".
من السابق لأوانه القول إذا كانت تصريحات أولمرت تعبر عن تغيير في السياسات عن سلفه آرييل شارون، الذي تعاطى بشكل منخفض مع الموضوع الإيراني وامتنع من الرد على استفزازات احمدي نجاد. القلق الذي أعرب عنه أولمرت محق، لكن من الأفضل لإسرائيل اليوم أن تتحلى بالضبط وأن لا تنجر إلى معركة ثنائية مع احمدي نجاد على الرغم من حماسته المتصاعدة، في الوقت الذي يتجند فيه المجتمع الدولي من اجل هدف مهم لإسرائيل، فلا جدوى من إثارة مناكفات إسرائيلية إيرانية. هذا الأمر من المحتمل فقط أن يعطي ذريعة لحكومات أوروبا ودول أخرى لسحب يدها من الموضوع، أو أن يؤدي إلى رفع مطالب تدفع فيها إسرائيل ثمناً في تخفيف قدرة ردعها مقابل تفكيك السلاح الإيراني.