معاريف

يوسي بيلين

لا تُبقي الخطوط الأساسية لحكومة أولمرت ـ التي أقسمت اليمين أمس ـ مجالاً للشك فيما خص الموضوع الأساسي على جدول أعمالها: هذه حكومة مفترض أن تقسّم البلاد. بيد أن ما هو أقل وضوحاً هو كيف ستفعل ذلك.
خطأ أرييل شارون الأكبر هو قراره المتفرد بعدم العودة إلى طاولة المحادثات مع الفلسطينيين، بخلاف وعد الحكومة الصريح في نهاية محادثات طابا في عام 2001. فقد اعتقد أن بضعة أشهر من القبضة الحديدية ستضع حداً للانتفاضة، وبدل ذلك علقنا في دائرة دموية قُتل فيها مدنيون إسرائيليين أكثر من أي وقتٍ مضى. وعندما أدرك أننا مضطرون لوضع حد للاحتلال، من اجل منع تلاشي الدولة اليهودية ـ الديمقراطية، فضل فعل ذلك بصورة أحادية الجانب.
فوز حماس، وانسحابنا الأحادي الجانب من غزة، يضع إسرائيل أمام علامات استفهام صعبة جداً.
ما الذي يمكن فعله الان؟ لا يمكن لمعسكر السلام أن يكتفي بمقولة "قلنا لكم": من لا يتحادث مع منظمة التحرير سيجد نفسه أمام حماس. والثمن هو دائرة دموية وعمليات انتقام وسقوط أبرياء. الضغط الثقيل على حكومة حماس هو خطوة صحيحة، وجهود التنسيق الدولية التي شرطت المساعدة المباشرة لهذه الحكومة بمكافحتها الإرهاب الفلسطيني من أي نوع كان هي خطوة مبررة. الفلسطينيون لا يعيشون في فقاعة، وهم بحاجة للمساعدة الدولية، أكانت سياسية أم اقتصادية، وغياب هذه المساعدة يمكن أن يؤثر.
بيد أن المقاطعة وحدها لن تُنجز العمل. فعلى ما يبدو سنبقى أمام حركة رفض متعنتة، تنهل ليس فقط من الانسحاب من غزة بل وأيضاً من وعد "الانطواء"، لذلك إن أهم ما ينبغي فعله هو البدء بمحادثات جدية مع أبو مازن ورجاله. وهم مستعدون لإجراء مفاوضات مكثفة، لبضعة أشهر، على اتفاق دائم وعرض النتيجة لاستفتاء عام يُلزم حماس أو يسقطها.
ليس هناك حلول بسيطة، ولا حلول خاصة للمشكلة الواقعين فيها. فقط الجمع بين خطوات قوة ضد الجهاد، ومقاطعة دولية لحماس، مع مفاوضات جدية مع منظمة التحرير، يملك الفرصة للدفع نحو تحوّل حقيقي في الأشهر القريبة القادمة.