زيارة السنيورة لدمشق ليست في القريب العاجل وامامها صعوبات .. هذا إذا حصلت

أوراق السنيورة الى دمشق يجب أن تحظى بموافقة حلفائها وليست مطبوعة ببصمات 14 آذار‏

تقول اوساط سياسية ان الحركة اللبنانية الى الخارج «بلا بركة» واللحظة التي اختارها ‏الرئيس السنيورة لزيارة بريطانيا ربما جاءت في التوقيت غير المناسب في ظل انشغالات بلير ‏واجتماع مجلس الامن،

وما تتعرض له القوات البريطانية في البصرة، بالإضافة الى ما سيصدر عن ‏مجلس الامن بشأن مشروع القرار الاميركي الفرنسي البريطاني ضد سوريا على خلفية تقرير موفد ‏الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن الذي اتهم سوريا باستمرار عمل مخابراتها في لبنان ‏ورفضها ترسيم الحدود.‏

وتقول الاوساط انه في ضوء ما سيصدر من قرارات سيتحدد مسار سير الامور السياسية ليس في ‏لبنان فقط بل في منطقة الشرق الاوسط في ظل قرار ايراني سوري واضح بعدم الرضوخ للاملاءات ‏الاميركية والفرنسية والبريطانية، وهذا ما سيشرع ابواب المنطقة لمختلف الاحتمالات بما فيها ‏احتمال الانفجار الشامل وهذا ما لمح اليه مسؤولون ايرانيون وسوريون وكان لافتا ما قاله ‏وزير الخارجية السوري وليد المعلم... لقناة الجزيرة بأن الاولويات السورية انتقلت الآن ‏من الاصلاح الى تحرير الجولان حتى ولو بالحرب اضافة الى ما جاء على لسان وزير الاعلام السوري ‏بأن سوريا «ليست دولة ممانعة بل دولة مقاومة» هذا بالإضافة الى جنوح شعبي سوري وحزبي ‏بضرورة ان تكون الاولوية لتحرير الجولان بمختلف الوسائل بما فيها خيار المقاومة الشعبية ‏واخذ العبر من تجربة حزب الله في جنوب لبنان.‏

اما على الجانب الايراني فكان لافتا الرسالة التي وجهها القائد الافغاني صاحب النفوذ ‏الواسع «حكمتيار» والمعروف بمواقفه الداعمة لإيران والتي اعلن فيها استعداده «للقتال الى ‏جانب الملا عمر وحركة طالبان لتحرير البلاد من النفوذ الاجنبي» وهذه الرسالة واضحة ‏للولايات المتحدة اضافة الى الرسالة التي وجهت للقوات البريطانية في البصرة.‏

وتقول الاوساط ان مسار الاوضاع على ساحة المواجهة الايرانية الاميركية سيتحدد منتصف الشهر ‏المقبل وبعد هذا التاريخ ستنقشع صورة الاوضاع «مواجهة او حوارا» وان العديد من ‏المسؤولين المتابعين يتوقعون ان تعطي رسالة احمدي نجاد الى الرئيس بوش فرصة للحوار خصوصاً ‏ان هناك من شبه رسالة نجاد الى بوش بالرسالة التي بعث بها الامام الخميني الى الرئيس ‏السوفياتي غورباتشوف وحذره من ان سياساته ستؤدي الى زوال الاتحاد السوفياتي وهكذا حصل. ‏وبالتالي فان الرئيس نجاد ومن خلال رسالته الى بوش والذي يحذره فيها من حقبة سياساته التي ‏ربما ادت الى انهيار الولايات المتحدة بعد «النكسات» المتتالية في السياسة الاميركية.‏

لذلك تقول الاوساط ان حركة الرئيس السنيورة جاءت في لحظة حرجة ولا اعتبار فيها للحسابات ‏اللبنانية الداخلية الا بما يتصل بملفات المنطقة، وهذه الحركة وتوقيتها والتي ترافقت مع ‏سلسلة تصاريح اعلامية حيث كلها باتجاه اثارة الملفات الخلافية المتعلقة بدمشق دون اي ‏تقدير للظروف الحالية خلقت شكوكاً وريبة سورية حول التوقيت واثارة الملفات وموضوع ‏السواتر في عرسال والحملات الاعلامية، وهذا ما سيعطي اعضاء مجلس الامن اوراقاً ومستندات ‏اضافية قدمها المسؤولون اللبنانيون الى المجتمع الدولي عن قصد او غير قصد لاستخدامها في وجه ‏سوريا عند مناقشة قرار مجلس الامن، وهذا ما يضيف اوراق سلبية ليست في صالح تنقية اجواء ‏العلاقات.‏

وفي ظل هذه الاجواء تشكك الاوساط بان تفتح زيارة الرئيس بري الى دمشق ابواب الرئيس ‏السنيورة في ظل هذه المعمعة، علماً ان علاقات الرئيس بري مع المسؤولين السوريين لم تتأثر او ‏تتبدل قبل الانسحاب وبعده اما مع الرئيس السنيورة فالحسابات ربما تكون ممختلفة كلياً ‏خصوصا ان المعلومات اشارت الى ان النقاش مع الرئيس بري على طاولة الغداء وفي حضور ‏المسؤولين السوريين لم يتطرق الى موضوع زيارة الرئيس السنيورة لا من قريب او بعيد، هذا ‏بالاضافة الى ان الاجواء الاعلامية التي يثيرها فريق 14 آذار يومياً ضد سوريا لا تسمح بفتح ‏الابواب حاليا او تجعل من سوريا تقدم تنازلاً ولو بالشكل لهذه القوى، فما علاقة سوريا ‏بمظاهرة عمالية حتى يتم توجيه «السهام» لها في هكذا امور، الا اذا كان المقصود اثارة ‏المجتمع الدولي والايحاء بان سوريا ما زالت تتدخل في الشؤون اللبنانية عبر مخابراتها، وهذا ‏ما يركز عليه السنيورة في تصاريحه.‏

وفي ظل هذه الاجواء والتسريبات، تجزم المعلومات ان زيارة الرئيس السنيورة لن تكون في ‏القريب العاجل في ظل هذه الاجواء، الا اذا حصلت تطورات استثنائية غير ظاهرة للعيان الآن، ‏هذا بالاضافة الى ان سوريا لن توافق على اي مسألة اذا لم تحظ بموافقة حلفائها، وسوريا غير ‏مستعدة لمناقشة ورقة مطبوع عليها بصمات فريق 14 آذار.‏

فسوريا اخذت قرار المواجهة وليس الممانعة، وعندما يتخذ هذا القرار فالباقي تفاصيل في ‏ظل القرار الاستراتيجي.‏