هآرتس

ألوف بن

انهمكت الحكومة خلال الأشهر الأخيرة في استعداداتها لبلورة "خطة الانطواء"، التي تحمل في جوهرها انسحابا عميقا من الضفة وإخلاء معظم المستوطنات. وبحسب مصادر سياسية في القدس، يعكف هذا الطاقم على تصميم الإطار القانوني للانطواء، تقدير تكاليف تنفيذه، وإيجاد السبل القانونية للاعتراف الدولي بالخط الجديد للحدود التي ستنسحب إليها إسرائيل.
هذا الطاقم الذي كان يعمل حتى هذه اللحظة سرا، كان رئيس الحكومة السابق، آرييل شارون، قد عينه قبل نحو نصف سنة. أعضاؤه مدير عام المكتب القانوني "أهارون أبراموفيتش"، مدير عام المكتب المالي "يوسي بخار" ونائب المستشار القانوني للحكومة للشؤون الدولية "شافيت ماتياس"، وقد لعب "أبراموفيتش" و"بخار" دورا أساسيا في بلورة الإطارين القانوني والمالي لخطة الانفصال من قطاع غزة وشمال السامرة، التي تم تنفيذها العام الماضي. ويدرس الطاقم الجديد، من ضمن عدة امور، العبر التي استُخلصت من الانسحاب والإخلاء السابقين.
بموازاة ذلك، تجري الإدارة المدنية في الضفة عملية لوضع خرائط لكافة المباني غير القانونية للمستوطنات على الأراضي، وتشتمل على نقاط استيطانية، هكذا أبلغ رئيس الإدارة المدنية في الضفة العميد كميل أبو روكون في جوابه على التماس حركة "السلام الآن" لتفكيك البؤر الاستيطانية. عملية وضع الخرائط، التي ستستمر نحو أربعة أشهر، هي جزء من خطة عمل لأجهزة الفرض في المناطق لإخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية وهدم الأبنية غير القانونية للمستوطنين.
وأعلنت أمس وزيرة الخارجية "تسيفي ليفني" عن تعيين ابراموفيتش، مديراُ عاما لوزارة الخارجية. وتعتزم تكليفه بمهمة أساسية هي الإعداد للانطواء.
وسيعقد رئيس الحكومة "أيهود أولمرت"، هذا الأسبوع أول اجتماع لوزراء مسؤولين عن خطة الانطواء والعلاقات مع الفلسطينيين. وأوضح "اولمرت" في خطاب أداء اليمين في الكنيست، يوم الخميس الماضي، وفي مراسم دخوله إلى مكتب رئيس الحكومة أمس قال، أن الهدف الأساسي لحكومته سيكون ترسيم حدود جديدة لإسرائيل التي ستضمن "أغلبية يهودية قوية"، وستكون بمثابة خط دفاع "وتفصل بيننا وبين أولئك الذين يحتاجون للعيش إلى جانبنا، وليس في داخلنا".
وسيبدأ "اولمرت" في الأيام القادمة بتحضير سفرته الأولى إلى واشنطن، وهناك سيجتمع في 23 أيار، برئيس الولايات المتحدة "جورج بوش". وسيعرض "أولمرت" برنامجه السياسي أثناء لقائه مع "بوش"، الذي يرتكز بشكل أساسي إلى "فترة اختبار" للمفاوضات مع الفلسطينيين: إن كانت حكومة حماس ستعترف بإسرائيل، ستتخلى عن الإرهاب وستقبل بالاتفاقات السابقة. وفي حال لم تبدأ المفاوضات، أو لن تتقدم، ستتوجه إسرائيل إلى تنفيذ خطوات احادية الجانب في الضفة.