صدى البلد

انتخبت إيطاليا امس أول رئيس لها من خلفية شيوعية هو السيناتور جيورجيو نابوليتانو، 80 عاما، خلفا لكارلو أزيغليو تشيامبي الذي تنتهي ولايته في 18 أيار الجاري.

وفاز نابوليتانو، وهو ثاني أكبر رئيس لإيطاليا بعد ساندرو بيرتيني الذي كان في الثانية والثمانين عندما تولى السلطة العام 1978، بأصوات أعضاء تحالف يسار-الوسط بزعامة رومانو برودي. وتحقق فوز نابوليتانو، الرئيس الإيطالي الحادي عشر في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في الجولة الرابعة من الانتخابات بسبب معارضة تحالف يمين-الوسط بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته سيلفيو برلسكوني لترشيحه على خلفية انتمائه إلى الحزب الشيوعي الإيطالي السابق. وتألفت الهيئة الناخبة من 1010 أشخاص هم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وممثلو الأقاليم الإيطالية العشرين.

وشغل نابوليتانو سابقا منصبي وزير الخارجية ورئيس المجلس النيابي، وينتمي إلى حزب اليسار الديمقراطي، وهو التنظيم الأكبر في التحالف الذي يقوده برودي. وقاد نابوليتانو تحويل الحزب الشيوعي الإيطالي السابق إلى حزب اليسار الديمقراطي في شباط العام 1991.

ولد الرئيس الإيطالي الجديد في 29 حزيران العام 1925 في مدينة نابولي ودرس الحقوق في جامعتها. وانضم في العام 1942 إلى المنظمة السرية المناوئة للفاشية، والتحق بالحزب الشيوعي الإيطالي بعدما وضعت الحرب أوزارها.

وانتخب نابوليتانو نائبا للمرة الأولى في العام 1953، وكان له 28 عاما من العمر. ورغم انتمائه إلى الحزب الشيوعي القى محاضرات عدة في الجامعات الأميركية في حقبة الحرب الباردة، مستفيدا من طلاقته بالإنكليزية.

وفي العام 1986، ألقى خطابا في مؤتمر للحزب الشيوعي الإيطالي قال فيه إن التنظيم هو "جزء رئيسي من اليسار الأوروبي" مطلقا بداية عملية التحول. وانتخب رئيسا للمجلس النيابي الايطالي في العام 1992، وبعد أربع سنوات تولى حقيبة الداخلية في حكومة برودي الأولى.

وفي العام الماضي كرمه الرئيس السابق تشيامبي بإعلانه عضوا مدى الحياة في مجلس الشيوخ. ويحظى نابوليتاني باحترام واسع في إيطاليا، حتى ضمن أوساط تحالف يمين-الوسط الذي لم ينتخبه فقط لأنه مرشح برودي.