منذ سنوات غير بعيدة، بدأت تظهر في الصحف والكتب، مطالعات لكتّاب ومفكرين يهود، تدعي ان الكهنوت المسيحي هو الذي زوّر قصة يهوذا الاسخريوطي على هذا النحو، وجعله خائنا يبيع معلمه بالمال. ودعت جمعيات يهودية عالمية الفاتيكان الى الاعتذار عن فكرة يهوذا، كما اعتذر من قبل عن اتهام اليهود بفكرة الصلب والجلجلة. هل هناك اذن علاقة بين المسعى اليهودي المعلن وبين الكشف عن «انجيل يهوذا» الآن؟

هذا ما خطر لي عندما سمعت النبأ للمرة الاولى. لكن العالم الفرنسي الذي أعاد ترميم النسخة المصرية او القبطية، يقول ان ثلاثة او اربعة علماء في الارض يستطيعون القيام بمثل هذا الترميم. وهؤلاء هم مساعدوه! ولكن هل ستقبل الكنيسة، خصوصا القبطية، ان الكتاب المكتشف حقيقي؟ ألا يحتمل ان يكون قد زور في حينها، أي قبل 1800عام؟

كان لعيسى بن مريم (عليه السلام) 12 حواريا، جميعهم من الجليل، الا يهوذا فهو من اسخريوط. وقد استغل هتلر شخصية يهوذا كما وردت في الانجيل من أجل أن يبرر حملته على اليهود. فهل ما نراه اليوم هو مجرد جزء من المؤامرة التي تدبرها «الحكومة السرية التي تحكم العالم»؟

ظهرت في بافاريا في القرن الثامن عشر حركة تدعى «المتنورين». وقالت الناس انها فرع من الماسونية انشق عليها لكنه ليس معاديا لها. وقيل ان «المتنورين» هم الذين وضعوا الاسس، لتلك الحكومة التي تخطط لكل ما يحدث وكل ما نرى وكل ما سبق من احداث، فالحروب الكبرى والحروب الصغيرة والثورات، وخصوصا الثورة الفرنسية، هي جزء من عمل هذه «الحكومة».

وفي العام 1922 كتبت نستا وبستر ان «في المانيفستو الذي وضعه كارل ماركس نجد جميع النقاط الواردة في دستور «المتنورين»: إلغاء الملكية، والإرث، والزواج والاخلاقيات والقومية والدين. أليس واضحا ان الخطة التي وضعتها الجمعيات السرية قد اوكلت الى جماعات الاشتراكيين والفوضويين»؟

هناك من يرد جميع الاحداث الى «المؤامرة» بما فيها مقتل الاميرة ديانا، لدرجة ان اكثرية الناس لم تصدق كلام الأطباء والمحققين الفرنسيين، وانما نظرية «حكومة العالم السرية».