الجرح بالكف، والبعض استثمر أجندته الخاصة فلم يدخر جهدا في رش الملح والدعك والفرك، بل زين الشطط لبعض البعض، أن يدين كل تاريخ ونضالات ورجالات الشعب الفلسطيني، مصورا الأمر وكأنه تاريخ من التآمر على الأردن، وهذا كلام لا محل له بين أشقاء، دفعوا ويدفعون ثمن هجمة العدو المشترك على مقدراتهم ومستقبلهم!

الجرح بالكف، ولا ينقص هذا الشعب ولا هذا البلد مزيد من عوامل الشرخ والقهر، ثمة ما يكفي من تغذية لتشظيتنا وتمزيقنا، هل خطر ببال القوم أن كثرة الملح على هذا الجرح، قد تصيبه بالغرغرينا وتفتح باب البتر والقطع؟؟ في العلاقات بين الدول والشعوب وحتى الأفراد، ثمة ما يقع مما يؤلم، وباب الخطأ والخطيئة مفتوح على مصراعيه.

القصة التي شغلت الرأي العام في الآونة ذات بعيدن: أمني وسياسي، وهناك من يسعى لتوظيف البعد الامني لقضية حماس توظيفا سياسيا. أما ثمن ذلك فمكلف نفسيا وسياسيا واقتصاديا.
من يرقب المشهد بحذافيره، لا بد أن يصاب بشرخ نفسي، ويذهب لتأويلات سياسية شتى، ويخشى على المستقبل في ظل غموض وقلق يشوبان مستقبل المنطقة باسرها.

هل كانت ثمة خيارات أخرى أقل ضررا؟؟ بالتأكيد ما لم يكن وراء الأكمة ما وراءها! كلنا في نهاية المطاف في مركب واحد ولا يمكن ابدا أن ننحاز ضد أنفسنا. فأمن الوطن هو أمني الشخصي، وأمن اسرتي، والموتور فقط هو من يعتقد أن هناك مواطنا صالحا يمكن أن يفرط بأمنه إرضاء لجهة ما!
إن كان هناك استحقاق سياسي لكل ما جرى، فقد كان من الواجب أن لا يزيد هذا الاستحقاق الطين بلة، ويعقد المشهد على النحو الذي تم.

أشعر بقهر شديد، ويصعب عليّ أن أرى ما أرى، ويعلم أصحاب هذا الاجتهاد أن ثمة خللا في اجتهادهم، فتح شهية الردح المتأصلة لدى البعض، إلى حد الشطط والغلو والتطرف في تأجيج المشاعر! من استفاد من كل ما حصل؟ لنسأل، ولنترك لعقلائنا أن يجيبوا!!