نجيب نصير

ذات، ذاتية، ذاتوية ـ فرد، فردوية، فردية، فردانية فردانوية، شخص، شخصانية، شخصية، شخصوية، أنا، انانية، أناوية … الخ الخ … هل من فارق لغوي بين كل مفردة وتنويعاتها التصريفية ؟ هل هناك تصور ثقافي عام لاختصاص المفردة ووظيفتها؟

وبمعنى آخر هل تصلح لغتنا لتكون مرجعية ثقافية (اجتماعية أو مجتمعية أو جماعية أو جماعوية)، وهل تعني المفردة ذاتها أو معناها بغض النظر عن المكان والزمان والمناخ والعلم والتقنيات و..و الخ، أو هل يمكنها أن تكون وسيلة تفاهم على الأقل (وليس تصور أو تفكير) في هذا الزمن المتسارع في الإنجاز، والذي يجعلنا مضطرين للترجمة فهل هناك مقابلات لغوية لمنجزات التفكير عند الآخرين ؟.
الكلمات أعلاه هي مفردات اختصاصية منجزة عبر التفكير استطاعت في لغاتها الأصلية ان تأخذ حيزا ( عمليا، عملانيا، عملاتيا، عملانويا الخ) أو مطروحا للاستخدام الثقافي أي ان استخدام اللغة وتوليدها هو عمل آني معاصر حدثي مرجعيته في الإنجاز العلمي، أي أن التفكير يولد اللغة وليس العكس، والحفاظ عليها يأتي من مقدرتها على التكيف والارتقاء بحيث لا تستخدم كثلاجة لحفظ الأفكار المفكر بها سابقا أي الارتقاء والتغيير إذا لزم الأمر، فلا مقدس أثناء التفكير الا التفكير ذاته لأنه ينطلق من والى إضافة درجة في سلم الارتقاء، وليس من أهمية لأية فكرة قديمة الا بكونها درجة في سلم الارتقاء، وليس من أهمية لأية إيديولوجيا مهما كانت الا بإمكانيتها على القبول بتجاوز فعلها وإنتاجها، وليس هناك أية أهمية للغة لا تستطيع ان تكون وعاء معاصرا لنقل الفكر والإبداع، فاللغة على قد الفكر إذا كان مبدعا ومرتقيا كانت كذلك والعكس بالعكس، عندها تنقلت معارك الدفاع عنها والحفاظ عليها وعلى صفائها وكأنها هي التي صنعتنا وليس المجتمع هو الذي ينتجها، وبالتالي إعادة وتكرار الفكر الذي تحمله كحرز مأثور لا نمل من التلمظ به.

في المقهى قال شاعر حديث لآخر مثله : هل تدري ماذا كان يفطر ابن الوهاج شاعر بني وهج في صحراء الصهد المتاخمة للحجاز؟… قال لا.. لا أدري … فقال كان يفطر على التمر اليمني المجفف تحت ظلال النخيل، ويرجح انها سبب شاعريته الا تعتقد ان علينا الإقتداء به …. فرد عليه قائلا هل كان لديه كرواسان ورفض؟
ومن تراثنا المعاصر أن وزيرا أمر ان يكون الاجتماع القادم لمناقشة الأمور العاجلة يوم الأربعاء فسأله كاتب المحضر سيدي أين أضع الهمزة للأربعاء فقال اجعله الخميس إذا كي لا نخطئ في الإملاء … انها وعاء الذهنية، وهي التي تنتجها تخلفا أو ارتقاء