ما الذي يجمع بين الفرسان الثلاثة: فارس الأغنية فارس كرم صاحب أغنية اللي بتقصر تنورة، وفارس الأكثرية السيد فؤاد السنيورة، وفارس الداخلية السيد فتفت....؟

هذا السؤال طرحه الإعلامي جورج جرداحي في برنامجه " من سيركب الكميون" على أحد المتسابقين فأجابه: الفرسان الثلاثة، يجمعهم حرف الفاء ولكل واحد منهم فاء إلا فتفت فله فاءتين.

فرد جورج: الإجابة صحيحة لكن كرم يتناول المواضيع التي من تحت الزنار وفتفت يتناول المواضيع التي من فوق الزنار، أما السيد السنيورة فمواضيعه موزونة ومتوازنة و" راكزة" ومركزة، وعميقة ومعمقة لا تأخذه عزة في الإثم، ولا نشوة في الحكم ولا حمية جاهلية، أو غضبة سنيورية، ومن هذا المنطق أردنا أن نخاطب القومي العربي " السابق " بمنطق الحوار والعقل والتروي بعيداً عن الزنانير والتنانير، والتهويش والتهويل، وما لا نحبه ولا يحبه، وما لا نرضاه ولا يرضاه لأمتنا وأوطاننا وعروبتنا للبنان وسورية.

لنتفق أولاً يا دولة الرئيس: لمصلحة من تخريب العلاقة بين سورية ولبنان، من المستفيد الأول من تدمير العلاقة بين الشعبين السوري واللبناني وبين الحكومتين اللبنانية والسورية؟

هل تشك دولة الرئيس أن لبناناً مدمراً لا سمح الله تشتعل فيه الحرائق وتنتشر فيه الفتن الطائفية هو لمصلحة سورية شعباً وحكومة؟

وهل تشك دولة الرئيس أن سورية تحترق والفتن تشتعل في إرجائها لا سمح الله لمصلحة لبنان شعباً وحكومة.

أليست الإجابة على كل التساؤلات السابقة أن إسرائيل هي المستفيد الأول من كل هذا ، ولعل كل هذا يخدم مخطط الهيمنة الأمريكية على المنطقة.

أنت تردد في أكثر من مناسبة قول الشهيد الرئيس رفيق الحريري " أن لبنان لا يحكم ضد سورية ولا يحكم من سورية، هل يجوز التعامل مع هذا القول على مبدأ لا تقربوا الصلاة.

ألا ترون أن مقولة المرحوم رفيق الحريري متوازنة ومترابطة وفي غاية الرقة؟

ألا ترون أنه حتى لا يحكم لبنان من سورية يجب أن لا يحكم لبنان ضد سورية، لذا فالداعون لحكم لبنان ضد سورية يضعون المعادلة في سياقها الخاطئ الذي يتطلب بالضرورة أن يحكم لبنان من سورية وهذه هي النقطة التي لا يدركها معظم حسني النية الذين يتحدثون عن لبنان " حر" و " مستقبل " بعيداً عن " الوصاية " و " الهيمنة " السورية.

ألا ترون أن هناك أفراداً ضالين باغين، يسعون بكل ما هو مشروع وغير مشروع لتخريب العلاقة بين لبنان وسورية...؟

ألا تعتقدون جازمين بأن هؤلاء هم نهاية المطاف يعملون لصالح إسرائيل وضد مصلحة لبنان وسورية...؟

ألا ترون أن كل ما أثير ويثار من مسائل بغض النظر عن موضوعها وواقعيتها وتكتيكيتها وتوقيتاتها حول الترسيم والتحديد والتبادل الدبلوماسي وغير ذلك يهدف إلى تعكير صفو العلاقة بين البلدين وتسميم أجوائها وهم غير حريصين على التوصل إلى حلول واقعية وموضوعية ترضي الطرفين لهذه المسألة...؟

ألا ترون أن تدويل المسائل المعلقة بين سورية ولبنان واللجوء إلى المحافل الدولية هدفه إثارة المجتمع الدولي ضد سورية ونظام حكمها أكثر منه الحرص على حل هذه المسائل!

ألا ترون أن تعريب هذه المسائل أكثر أمناً وأماناً من تدويلها إذا كان لا بد من ذلك؟!

هل تعتقدون أنه يمكن أن يكون هناك وفاق أو اتفاق بين اللبنانيين أنفسهم وبين سورية ولبنان دون حزب الله ودون حركة أمل ودون التيار الوطني الحر ودون الحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي والمردة والحزب الديمقراطي وحركة الشعب والكثير من التيارات الأخرى صغر حجمها أم كبر تداخل فيها الذاتي مع الموضوعي أم تجرد، أليس المئتان والخمسون ألف مواطن لبناني حسب تعداد وزير داخليتكم أو خمسمائة ألف حسب رأي الناس، أناس مسيسون وحلفاء لسورية أم أن سورية جاءت بهم من ريف دمشق كما يقول بعضهم .

ألا توافقون الجنرال عون بما قاله بأن سورية هوية وليست مذمة أو إهانة، وإن سورية من الثوابت التاريخية الموجودة على حدودنا وأن من المؤسف أن نقابلها بروح عدائية، وإنه إذا كان الجهاز التعليمي في لبنان سورياً فعلى القيمين على السلطة أن يهربوا حفاة من البلد..؟

ألا تعتقدون بفشل هؤلاء الذين أرادوا أن يقدموا لبنان هدية للأمريكان ليكون ورقة ضغط على سورية ولما شعروا بفشلهم بدؤوا يفتحون ملفات ضد سورية كانوا هم أنفسهم اللاعبين الأساسيين فيها زمن " الوصاية " السورية..؟

ألا تعتقدون بالخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبه بعض المتخندقين ضد سورية حين سلموا بأن لبنان أولوية إستراتيجية أمريكية لذا يمكن توظيفه لكسر شوكة الدور الإقليمي لسورية وإسقاط نظامها إن أمكن...؟

ألا تعتقدون بانتهازية ولا وطنية المترقبين لمصائر المواجهة السورية الأمريكية والذين سيحددون مواقفهم ومواقعهم على ضوء نتائجها....؟

ألا تعتقدون أخيراً يا دولة الرئيس أن المبالغة في الحفاوة والاحتفالية التي لقيتموها في الولايات المتحدة وبعض الأماكن الأخرى كانت نكاية بعلي لا حباً بمعاوية؟

أخيراً نقول : أن من يسعون إلى تدمير العلاقة بين لبنان وسورية يريدون تدمير لبنان وسورية، وفي هذا الوقت الذي يتصاعد وتتعاظم فيه الأصوات التي تدعو إلى التفرقة والتباعد بين السوريين واللبنانيين ، نقول إن من واجب شعبينا وحكومتينا تعزيز حوارهما وتضامنهما وعملهما المشترك وفق رؤية وطنية مستقبلية مشتركة.

يقول الجنرال عون:" أعجبتني لافتة مرفوعة في مظاهرة النقابات التي شهدتها بيروت الأربعاء الماضي تقول:" الشعب يأكل حكامه إذا جاع وفي كل الأحوال أكلة السنيورة طيبه".

فكن عروبياً يا دولة الرئيس واستفت روح الشهيد الحريري ، فلن يفتيك بغير ذلك وحتى تكون لبنانياً مخلصاً يجب أن تكون سورياً مخلصاً لا بمعنى التبعية والولاء بل بمعنى الأخوة والصداقة والمصير المشترك والعيش المشترك.