نضال الخضري

ربما باللحم الحي ... بشهوة الموت التي تصفعني عند كل بريق تبثه الفضائيات أمامي .. لأنني اختار الحيرة في "أسرة" نمددها لتشمل الوطن، أو نجلدها على مساحات من القيم المستعارة منذ زمن "الحطيئة" ... فهل أنا بنت الحطيئة؟!! أم أنا قوافي "جرير" أعادتني نحو العواصم التي حفظناها "حواضر" ومنحناها كل ما نملك من قحط الصحراء، ثم شكلنا "الأسرة" كحاضرة للرغبة في محاصرة الحياة.
وباللحم الحي أُركب "مواجهة" افتراضية فيها كل حقد القبيلة على زحف المستقبل نحوي، أو تسربه لتكسير الأسرة بعد أن غدت نعشا للضوء المقتول كل لحظة، فأفكر بضوء لا يعيش على اقتسام "الذكورة" و "الأنوثة"، أو استرخاء النساء في مقاعد تفوح منها رائحة "الجنس" المعلب، والرغبات الغارقة بدونية الإحساس تجاه "طاقة" الذكور .. وعنفوان الرجولة في لحظة الرغبة، ثم التكاسل على زمن بطيء.
"مواجهة" يشهدها الزمن كل لحظة، ويعلقها على العضلات المفتولة لذكور الأسرة الغارقة في تفاصيل حياتها، فأستنشق محبة القادم في طفلة أنسى توريثها همي، أو أفجر داخلها كي يحتضن الكون. وطفل أيضا يلعب خارج التاريخ فأتعمد نسيان تفوقه وأتركه يقفز فوق الكلمات التي لا يفهمها لكنه يعيشها بوعي أو دون وعي.
"اللحم الحي" هو ما أملكه عندما أقرر مقارعة النقاب على صورتي، وإزالة الخيال من وجه رجل هائم يحلم الجميع به، لكنني أراه منسيا داخل صورة أنثى يتذكرها فيحتضنها ويفجر أساه داخل جسدها المفعم بالحياة. ثم أحلم بأن تقفز الحياة في أعين من يتعمدون متابعتي في الطرقات، لأنني جسد .. ثم ينسون بأن أجساد الرجال محرومة من المتابعة ... فهل النظر تحرش ... ربما لأنه لا يخدش الحياء بل وميض الأنثى لأنها حلم متنقل ... ويخدش "الذكور" لأن الوجوه المتعبة تحتاج لاستنشاق الحياة، وتفجير الرغبات في الضوء بدلا من الاحتباس في وهم "الرجولة".
لماذا لا تتكسر الأسرة ... أو تعيد نفسها كاحتمال فقط؟!! سؤال.. برسم الزمن والمستقبل و... الأطفال.