صدى البلد
اكد الرئيس الايراني محمود انجدي نجاد، عشية اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذي يعقد اليوم لإتخاذ اجراءات تحفيزية لاقناع طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، ان بلاده سترفض اي عرض يهدف الى وقف النشاطات النووية السلمية.
وقال احمدي نجاد لدى عودته من زيارة رسمية الى اندونيسيا في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية الايرانية أمس ان «اي عرض ينص على وقف نشاطاتنا النووية السلمية سيكون بلا قيمة».
وتابع «ارى من المدهش ان تلتقي مجموعة في غيابنا لاتخاذ قرارات عنا. هؤلاء السادة ما زالوا يعتقدون انهم يعيشون في زمن الاستعمار وقراراتهم لا قيمة لها اطلاقا بنظرنا».
وقال احمدي نجاد «عندما نكون غائبين عن المحادثات تكون مثل هذه القرارات بلا معنى».
واضاف ان «افضل اجراء تحفيزي (يمكن ان يقترحه الاوروبيون) هو تطبيق معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وعلى الاخص المادتين الثانية والرابعة منها».
وتنص هاتان المادتان على حق الدول الاعضاء في تطوير عمليات البحث في مجال الطاقة النووية وانتاجها واستخدامها لاهداف سلمية.
لكن وكالة الطاقة التي اعترفت بحق ايران في الاستفادة من هاتين المادتين عبرت في قرار في الرابع من شباط عن «قلقها العميق من الا تتمكن الوكالة من توضيح بعض المسائل المهمة المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني».
كما ابلغت الوكالة طهران ان عليها ان «تدرك ان هناك غيابا في الثقة في نواياها» بسعيها الى تطوير قطاعها النووي.
لذلك طلبت الوكالة من ايران تعليق كل نشاطاتها الحساسة الى جانب «تعاون كامل وسريع».
من جهته، اكد الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أمس ان ايران لن تتنازل عن مواصلة نشاطات تخصيب اليورانيوم.
وقال الناطق في مؤتمر صحافي معلقا على العرض الاوروبي الهادف الى حمل ايران على تعليق هذه النشاطات ان «اي عرض يقدم لايران يجب ان يعترف بحقوقها ويضمن سبل ممارسة هذه الحقوق».
واضاف «لن نتنازل عن حقوقنا»، مشيرا الى ان ايران لم تتلق بعد العرض الاوروبي.
ونفت وزارة الخارجية الايرانية أمس ان تكون طهران ارسلت اسلحة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، بعدما اعلنت عمان الاربعاء ضبط اسلحة ايرانية الصنع خزنتها حماس في الاردن.
وقال آصفي «اننا لا نساعد الحكومة الفلسطينية بالاسلحة. تعاوننا مع فلسطين هو دعم انساني وروحيش.
وكان الناطق باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة اعلن الاربعاء توقيف عشرين شخصا وضبط صواريخ كاتيوشا ايرانية الصنع في اطار قضية الاسلحة التي تتهم حركة حماس بتخزينها في الاردن.
واضاف المسؤول الاردني «كانت هناك محاولات لتجنيد عناصر ليعملوا لمصلحة الحركة على الساحة الاردنية واستقطاب عناصر تابعة للحركة من الاراضي الفلسطينية لإرسالهم لتلقي التدريب في سوريا وايران، لتلقي تدريبات امنية واستخباراتية وعسكرية».
وقال آصفي ان هذه المعلومات «لا اساس لها».
ويستعيد الاتحاد الاوروبي المبادرة اليوم في الملف النووي الايراني من خلال المباشرة بدرس سلسلة «اجراءات تحفيزية» يمكن تقديمها لايران مقابل تخليها عن انشطة تخصيب اليوارنيوم.
ويلتقي وزراء خارجية بلدان الاتحاد الاوروبي في بروكسل لمناقشة الموضوع بتشجيع من الترويكا الاوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا). وطلبت واشنطن من الاوروبيين اتخاذ هذه المبادرة بعد فشلها في اقناع روسيا والصين بدعم اصدار
قرار ملزم من الامم المتحــدة يتعلق بالموضوع الايراني.
وقال مصدر في الاتحاد الاوروبي فضل عدم الكشف عن هويته ان الفكرة تكمن في تقديم عرض الى النظام في طهران
«بمساعدته على تطوير قطاعه النووي السلمي والتبادل التجاري»، و«الاعتراف بمخاوفه في المجال الامني» في مقابل ان يخضع لمطالب الوكـــالة الدولية للطاقة الذرية والغربيين ويتخلى عن تخصيب اليورانيـوم.
وكان الاوروبيون لوحوا العام الماضي بهذا النوع من «الاجراءات التحفيزية» قبل ان تتوقف مفاوضاتهم مع ايران مطلع العام 2006 مع بدء النظام الايراني تخصيب اليورانيوم ما عزز المخاوف بانه يتجه الى تطويرالقنبلة النووية.
وقال مصدر اوروبي ان الاجراءات التحفيزية «ستبسط» هذه المرة.
وسيكون الاتحاد الاوروبي «اكثر وضوحا» في التعبير عن استعداده لمساعدة طهران على تطوير قطاعها النووي السلمي وهو موضوع سحبت المانيا اعتراضها عليه كما افاد ديبلوماسي.
وتكمن العقدة الاساسية في معرفة ما اذا كانت هذه الاجراءات التحفيزية في الموضوع النووي ستسمح بالنتيجة للايرانيين بتخصيب قليل من اليورانيوم كما تطلب طهران. وصرح الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا اصفي «لن نتخلى عن حقوقنا».
وسينبغي على المقترحات الاوروبية ان تتخطى بعناية هذه المسألة الشديدة الحساسية.
ومن المقرر ان يقدم الاوروبيون الخطوط العريضة لما توصلوا اليه الجمعة الى مفاوضي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في الاجتماع الذي سيعقد في لندن.
كما سيتفق المفاوضون على فرض عقوبات على طهران في حال لم يتم التوصل الى اتفاق معها.
ويلخص ديبلوماسي من بلدان الترويكا الاوروبية توجه الاتحاد الاوروبي بانه «سياسة العصا والجزرة».
وسيناقش وزراء خارجية الدول الاوروبية اليوم ايضا سبل توجيه المساعدات الى الفلسطينيين دون المرور بحكومة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعدما اوقف الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اي مساعدة مباشرة اليها.
ونقل عن وزير خارجية افغانستان رانجين دادفار سبانتا قوله أمس إن بلاده عرضت التوسط بين واشنطن وطهران في الخلاف بشأن البرنامج النووي الايراني.
وأضاف سبانتا أنه والرئيس الافغاني حامد كرزاي يعتزمان التوجه الى طهران اواخر ايار لتقييم «مساحة المناورة» المتاحة من أجل التوصل الى حل سلمي للصراع.