السفير

شدد البابا بينيديكتوس الـ16 امس على أهمية الحوار بين الديانات، داعياً الى ان تُعامل الكنيسة الكاثوليكية بالمثل في جهودها حيال الاسلام، وطالب البلدان الإسلامية بضمان حقوق الأقليات المسيحية، والمسيحيين بالترحيب بالمهاجرين المسلمين.

وكان البابا يتحدث لدى لقائه اعضاء المجلس البابوي لرعاية المهاجرين والنازحين الذين حضروا الى الفاتيكان للمشاركة في جمعية عمومية في موضوع الهجرة "من الدول ذات الغالبية الاسلامية وإليها". ورأى ان الحوار بين الديانات "يستحق وقفة تأمل، ليس لأهميته الكمية فحسب، بل للمقومات الدينية والثقافية التي تميز الهوية الاسلامية خصوصاً". وقال ان "الحوار بين الديانات يندرج في اطار التزام (الكنيسة الكاثوليكية) خدمة البشرية في العالم المعاصر"، وتحديداً اولئك العاملين في خدمة "المهاجرين واللاجئين ومختلف فئات النازحين". وأبرز "اهمية المبادلة في الحوار"، وخص المسيحيين على "تطوير اسلوب منفتح في الحوار، من دون العدول عن عرض الطرح المسيحي على محاوريهم على نحو ينسجم مع هويتهم الخاصة". وتمنى ان "يلقى المسيحيون الذين يهاجرون الى دول ذات غالبية اسلامية ترحيباً واحتراماً لهويتهم الدينية"، في اشارة الى وضع المهاجرين الفيليبينيين، ومعظمهم من المسيحيين، في السعودية. وفي المقابل، على المسيحيين ان "يفتحوا أذرعهم وقلوبهم للجميع".

وكان البابا دعا في 16 شباط إلى مقاربة مختلفة للحوار مع الاسلام الذي أدى حتى الآن إلى نتائج مخيبة للامل، إذ قرر ضم المجلس البابوي للحوار بين الديانات الى المجلس البابوي للثقافة. وعين الرئيس السابق لمجلس حوار الديانات رئيس الاساقفة البريطاني مايكل فيتزجيرالد سفيراً للفاتيكان في مصر وموفداً لدى جامعة الدول العربية.

وفي خطاب ألقاه في كانون الثاني أمام السفراء المعتمدين في الفاتيكان، قال ان عدداً من البلدان يمارس انتهاكات خطيرة للحريات الدينية للأقليات. وهو لم يسم أي دولة، غير ان الفاتيكان أبدى سابقاً قلقه لوضع الأقليات المسيحية في الصين والسعودية.