«سوف يصلى على احمد فراج في مسجد مصطفى محمود»، يا لهما من اسمين في عالم المصابيح. عندما بدأنا نقرأ مصطفى محمود في «صباح الخير» كان يبسّط لنا العلوم بأسلوب رائع. وكان يحوّل تعقيدات العلم والارقام وعبقريات الفيزياء الى كوب من الليموناضة الباردة في متناول الجميع. ومن العلوم انتقل الدكتور مصطفى محمود الى الكتابة في الدين. ايضاً ببساطة وروعة ووضوح. وكانت الناس تقرأ «صباح الخير» من اجل الكاريكاتور والمواضيع الخفيفة وتحقيقات مفيد فوزي فأصبحت هي المكان المفاجئ وغير المتوقع الذي يقرأ فيه الناس رحلات مصطفى محمود في عالم الروح. وكان احمد فراج بدوره رائداً من رواد التجديد. لقد كان للتلفزيون ما كانه مصطفى محمود للكتابة. بسّط لجميع الناس العلاقة بالدين والفقه والشريعة. وجو الحكاية والقص مدخلاً الى التفسير. وراح يستضيف في برنامجه «نور على نور» المفكرين والدعاة والفقهاء من ذوي القدرة الجميلة على مخاطبة كافة الطبقات العقلية.

جاء احمد فراج الى البرامج الدينية متحولاً عن ماض شديد الاختلاف في عالم السينما. ومن بين تلك السنوات زواج من الفنانة صباح التي تعددت زيجاتها في مصر ولبنان والقارة الافريقية. وربما في قارات اخرى. وربما بسبب الخلفية الشعبية والسينمائية عرف كيف يصل الى العدد الاكبر من الناس.

ومن العلوم والفيزياء والكيمياء جاء مصطفى محمود الى الابحاث الدينية. وما اعمق المؤمن عندما يعود من عالم الشكوك. ولم يعد مصطفى محمود يكتفي بإصدار الابحاث الدينية بل انصرف ايضاً الى بناء المساجد والمساهمة في الانسانيات. وعندما قرأت امس ان الصلاة على احمد فراج ستكون في «مسجد مصطفى محمود» رأيت اعلاناً عن نهاية حارة لمرحلة براقة، كان فيها كل شخص رائداً على طريقته. او على الاقل استاذا من اساتذة الجيل. وعندما كانت «صباح الخير» في رعاية احمد بهاء الدين، كان لا حدّ للمعان النجوم البراقة فيها: بهاء، وكامل زهيري ومصطفى محمود وصلاح جاهين ورباعياته ورسوم عثمان الذي وضعه السادات في السجن، فقرر من يومها ان يرسم فقط للاطفال، تاركاً الكبار في توحشهم وغاباتهم وسجونهم وغضبهم.

ذلك الجيل كان، على نحو ما، جيل «روز اليوسف». الجيل القادم الى السينما والصحافة من الجامعات. المولود في مصر التقليدية والمنتقل الى مصر الثورة. نصفه يتمرد على الماضي ونصفه الآخر يحنّ إليه