توقف الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شلومي ديكسيل أمس عند الكلمة التي القاها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في ذكرى النكبة والتي حذر فيها اسرائيل من سياسة الخطوات الاحادية داعياً اياها الى جعل العام المقبل عام السلام. ورأى ان على اسرائيل استجابة الدعوة وفتح قنوات الحوار من جديد مع السلطة. وننقل ما جاء في المقال: "في تشرين الاول عام 2002 بدأ ابو مازن الذي كان حينئذ رئيساً للدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية بعرض مواقفه من الانتفاضة.وهو لم يجر مقابلات مع محطات التلفزة الاوروبية ولم يلق محاضرة في مؤسسة اكاديمية اميركية، انما تحدث امام رؤساء اللجان الشعبية لحركة "فتح" في مخيمات اللاجئين، اي الناس الذين قادوا الانتفاضة في تلك المرحلة وكانوا رمزاً لها. كان كلامه حاداً وقاسياً وواضحاً تحدث فيه عن اخفاق الانتفاضة لاعتمادها على العنف ودعا الى وقفها، ومشيرا الى احتمال خسارة الحركة الوطنية الفلسطينية كل انجازاتها السياسية...

كانت هذه الطلقة الاولى في تحركه العام الذي ادى في النهاية الى تعيينه رئيساً للحكومة الفلسطينية. وشكل تعيينه تحدياً من القوى المعارضة داخل "فتح" لزعامة عرفات. ورغم اعتماده على تأييد خصوم عرفات ومنتقديه الا أنه كان يحتاج الى تأييد اسرائيل كي يشكل ثقلاً ذا وزن في مواجهة الرمز الفلسطيني. لكن الزعامة الاسرائيلية فضلت تجاهل عباس الذي وصفه رئيس الحكومة آنذاك ارييل شارون ساخراً بأنه صوص من دون جناحين. واضطر عباس في النهاية الى الاستقالة من منصبه، واليوم يعترف كثيرون في السلطتين السياسية والعسكرية بأنهم ضيعوا فرصة نادرة في ايجاد بديل لزعامة عرفات وفي تشجيع العملية السلمية و منع فوز "حماس".

بالأمس أحيا الفلسطينيون في المناطق ذكرى النكبة التي تميزت بالخطاب الذي القاه رئيس السلطة. ففي هذا اليوم عرض ابو مازن موقفاً خرج به عن المألوف: ذكّر بالتحول الذي مر به الفلسطينيون بانتقالهم من الايمان بالحل القائم على الدولة الثنائية القومية الى استعدادهم لتسوية قائمة على دولتين؛ وتحدث عن ضرورة وضع حل متفق عليه لمشكلة اللاجئين، هو لم ينتقد فوز "حماس" في الانتخابات الخيرة لكنه ذكر بأن الجهة التي تمثل رسمياً الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير... من المهم التنبه الى توقيت هذا الكلام: فهذا خطاب رسمي لرئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير في يوم النكبة... ورغم ان الفلسطينيين دفنوا في ذلك اليوم سبعة من ابنائهم قام رئيس السلطة ليقول بوضوح: للفلسطينيين شريك اسرائيلي وللإسرائيليين شريك فلسطيني. من الممكن الا نفيد من الخطاب في شيء وان نواصل الاستخفاف بالرجل وبخطواته والسخرية من ضعفه وعدم جديته. لقد سبق ان فعلنا هذا في الماضي ورأينا النتيجة، فهل سنلتقط هذه المرة الفرصة ولا ننتظر سنة او سنتين كي نقول اننا اضعنا الفرصة".