السلطات تعتبر الإعلان "14 آذار في سوريا"

شعبان عبود ....النهار

أفادت مصادر حقوقية أن السلطات السورية ستحيل اليوم الكاتب والناشط ميشال كيلو على المحامي العام الأول لاستجوابه في قصر العدل بدمشق.

وصرح رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي: "سينقل كيلو من مكان احتجازه في أحد مقرات السلطات الأمنية اليوم (أمس) الى سجن عدرا" في شرق دمشق. وقال لـ"النهار": "تأكدنا من أن التوقيف تم على خلفية إعلان بيروت - دمشق بسبب العديد من الاستدعاءات التي حصلت في الآونة الأخيرة لبعض الذين وقعوا الاعلان". ونقل عن مصدر رسمي أن "إعلان بيروت - دمشق هو بمثابة إعلان 14 آذار في سوريا".

وأكد أن الاجهزة الأمنية استدعت بعض الناشطين مثل "أمين سر المنظمة العربية لحقوق الانسان المحامي محمود مرعي من مكتبه الى جهة غير معلومة. كما ان اجهزة الامن اوقفت عضو لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان في محافظة الحسكة نضال درويش، وهناك احتمال لتحويله الى العاصمة دمشق"، موضحاً "أن القاسم المشترك وراء تلك الاستدعاءات هو توقيع اعلان بيروت – دمشق".

كذلك قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن "السلطات الأمنية السورية إعتقلت المهندس الكهربائي محمد جلال نعسان وزميله مدرس الكيمياء والفيزياء غسان مكاوي إثر عودتهما من لبنان. ولم يتمكن أحد حتى الآن من معرفة مكان إحتجازهما". وأضافت أن هذا الإعتقال "تعسفي لا يستند إلى خلفية قانونية"، وأبدت قلقها من "تعرض نعسان ومكاوي للتعذيب".

الى ذلك، أعلنت قوى "إعلان دمشق" التي يعمل كيلو عضواً في لجنتها الموقتة في بيان أن الاعتقال "تعسفي وغير مبرر". وطالبت بإطلاقه وجميع المعتقلين السياسيين في السجون السورية. وقالت أن اعتقال كيلو جاء على خلفية دوره في صدور "إعلان دمشق – بيروت" الذي يهدف "إلى تقديم رؤية لعلاقات أخوية سليمة بين الشعبين والدولتين في سوريا ولبنان... في محاولة لتجاوز التركة الثقيلة لمرحلة الوجود السوري في لبنان أكثر من ثلاثة عقود".

غير أن مصادر إعلامية مقربة من السلطات انتقدت تناسي "المحاولات الخبيثة لإلحاق لبنان واستتباعه لمشاريع إعادة صوغ مجمل الوضع الإقليمي وإلحاق دول المنطقة بالمشروع الأميركي الإسرائيلي". ورأت أن "أخطر ما في البيان" هو "توقيته مع محاولات إصدار قرار في مجلس الأمن يحاول إرغام سوريا على إقامة علاقات ديبلوماسية مع الحكومة اللبنانية الحالية وضمن شروط سياسية ضارة"، إلى "تمكن المحرضين على البيان من جمع الموقعين من السوريين (كماً ونوعاً) وتغليفه لأهداف البيان بعبارات معتدلة بريئة ووطنية، والموقعون مجموعة معروفة ولها أهميتها الثقافية في الشارع السوري واللبناني"، وكذلك "تحميله سوريا مسؤولية الوضع على الحدود اللبنانية من حيث مطالبتها بالاعتراف رسمياً بلبنانية مزارع شبعا، وتبرئته لأميركا وإسرائيل من كل ما يجري في لبنان حالياً".

ورجحت مصادر مراقبة أن يكون سبب اعتقال كيلو الدور الذي اضطلع به سابقاً خلال الإعداد لوثيقة "إعلان دمشق" التي دعت الى تغيير النظام السوري ووقعتها جماعة "الأخوان المسلمين" المحظورة في سوريا.

وكان الرئيس بشار الأسد قال خلال اجتماع له مع ضباط كبار في قيادة الجيش خلال أيار 2005 أن "الأخوان المسلمين خط أحمر".