النهار

رفضت طهران رسمياً امس وقف النشاطات النووية في مقابل حوافز يقدمها الاتحاد الاوروبي لأنها بمثابة مقايضة "الذهب بالحلوى والجوز". وذهبت إلى حد عرض "اجراءات اقتصادية" على الأوروبيين ليقبلوا بـ"حقها" في مواصلة تخصيب الأورانيوم. وفي مواجهة التصلب الإيراني، قررت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا إرجاء اجتماع في لندن كان مقرراً الجمعة، خصوصاً أن الولايات المتحدة لم تتبن الحوافز الأوروبية.

وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمام حشد من مواطنيه هتفوا بحياته في مدينة اراك بوسط البلاد: "يقولون انهم يريدون اعطاء الايرانيين حوافز، لكنهم يتصورون انهم يتعاملون مع طفل عمره اربع سنوات ويقولون له انهم سيعطونه الحلوى والجوز في مقابل ما معه من ذهب. لسنا في حاجة الى حوافزكم، احتفظوا بها هدية لأنفسكم، لا نأمل في خير منكم".

ويقوم في أراك مفاعل يعمل بالماء الثقيل تبنيه ايران على رغم معارضة الدول الغربية لأنه يتيح الحصول على البلوتونيوم المستخدم في صناعة رؤوس نووية. وتضمنت الحوافز الأوروبية بناء مفاعل نووي بالماء الخفيف، ذلك ان استخدام هذا النوع في أغراض التسلح اكثر صعوبة من المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل.

وخاطب أحمدي نجاد وزراء الخارجية الأوروبيين قائلا :"وثقنا بكم قبل ثلاث سنوات وقبلنا بتعليق (نشاطات التخصيب)، ولكن، ويا للأسف، تبين أن هذه تجربة أليمة في التاريخ الايراني. لن نلدغ من جحر مرتين... لا تجبروا الحكومات والامم الموقعة لمعاهدة منع الانتشار النووي على الانسحاب منها". وكرر ان "الشعب الإيراني يتحاور مع جميع (دول) العالم ما عدا أولئك الذين لا يملكون الشرعية"، معتبراً ان على "زعماء الدول الكبرى أن يراقبوا أداء‌هم وتصرفاتهم لأنها ستسجل في الذاكرة التاريخية للشعوب"، كما ان "التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والإساءة إلى الشعوب المستقلة يشكلان تصرفاً لن يمحى من ذاكرة التاريخ".

وانضم الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي إلى حملة أحمدي نجاد، فتحدث ساخراً في طهران عن "الاستعداد لعرض اجراءات اقتصادية تحفيزية على الاوروبيين للحصول على حقوقنا"، مذكراً بأن "السوق الإيرانية التي تعد 70 مليون شخص جزء من هذه الاجراءات". وأضاف ان رزمة الحوافز الأوروبية "لا يمكن ان نقايض بها حقوقنا، عليهم الاعتراف بحقوقنا". ولاحظ انه، لم نتسلم العرض (الاوروبي)، لا يمكننا اتخاذ قرار في شأنه".

العالم

في غضون ذلك، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ارجاء اجتماع لندن الذي كان مقررا الجمعة "افساحا في المجال لاجراء تحضيرات معمقة".

ومن المتوقع يعود ممثلو الدول الست الى الاجتماع الثلثاء على اقرب تقدير.

وكان وكيل وزارة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز اكد عدم الاتفاق على رزمة الحوافز التي لا تزال "قيد الاعداد". وسئل عن الضمانات الامنية، فاجاب: "طبعا لا... الأمر غير مطروح على الطاولة".

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إيران إلى "رد بناء" على المقترحات الأوروبية التي تشكل "السبيل الوحيد لتسوية الوضع". وأمل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن تؤتى الحوافز ثمارها وتُعاود المفاوضات.

ورفض مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو التعليق على التصريحات الأخيرة لأحمدي نجاد وآصفي، مذكراً الصحافيين "بكل بساطة بأن مقترحات تُدرس وستُعرض في الوقت المناسب على السلطات الايرانية".