أكَّد فريق كبير من الباحثين الفرنسيين واللبنانيين, عبر دراسة مستفيضة نشرتها المجلة الالمانية المعروفة «ناتور فيسينس شافتن» في موقعها على شبكة الانترنت أن فئةً من الديناصورات كانت قد توالدت ونشأت وترعرعت وعاشت في لبنان!! وذلك بعد العثور على «ضرسين» أو «نابين» على التراب الوطني اللبناني عائدتين الى ديناصور لبناني قديم!!! وهاتان العيّنتان القيّمتان موجودتان اليوم في متحف التاريخ الطبيعي في كلية العلوم ­ الجامعة اللبنانية.

ولقد تمكَّن المنقبُّون والباحثون في علم «الإحاثة» من تحديد الفترة التي نَعِمَ فيها هذا الديناصور برَغَد وطيب وهناء العيش, في لبنان, والتي تعود الى 130 او 145 مليون سنة!! وهذا الكشف والاستكشاف بكل ما يحمله من مغازٍ ودلائل, زاد وكَثَّفَ من عدد المزايا الذهبية النادرة, التي تَمَتَّعَ ويتمتَّع بها وطننا العزيز, على مدى الدهور, خصوصاً أن شجرة «الأرز» وبكفاءة عالية ظلَّت صامدة وعصيّة على قواطع وأنياب وطواحين وأضراس وَإرَمَ كل ذي فَكِّ هاصر, وحَنَكٍ عاصر, يقضم ويمزق ويلوك, قاطعاً, قاصفاً, حالشاً حالباً ومستحلباً كلَّ ذرة خير نابتة, غير مكترثٍ بسائر أنواع الكائنات التي تمشي على اثنتين أو تدُّب على أربع!!

ولو لم تكن هذه «الأرزة» من طينة «خاصة», وتربةٍ عجائبيّة التركيب وفيها عناصر «خلطة» سحرية خفيّة, لما قاوَمَت أفواه وأشداق الحيوانات الضخمة العاشبة! ولكانت اليوم في خبر كان, وزالت وانقرَضَت, ولما وَصَلَت إلينا بكل خضرتها ومهابتها متوسطةً اللون الأبيض في عَلَمنا ومحبوسة مضغوطة بين «الأحْمَرين»!!!

وعلى الرغم من اكتشاف آثار «أحفورية» عديدة في الأراضي الواسعة, خارج الحدود اللبنانية, إلاَّ أن هاتين «العيِّنتين» الحادَّتين الصلدتين الصلبتين, أعطتا الأسبقية والأولوية لهذا التجذُّر الديناصوري الثابت في بلادنا, الذي يعود حسب العِلْم ­ والعلم عند الله ­ الى سلالة فاضلة كريمة الأصل والمحتد لعائلةٍ معروفة من الزمن السحيق, هي فصيلة «البراشيو سوروس» العملاقة, والمشهورة بين الأمم والخلائق تحت اسم «سرّاقوس, احتكاروس, لصوص»!!!

وانطلاقاً من هذا الفتح العلمي الكبير يتبيَّن لنا, كيف أن «جَبَلنا اللي بدمّنا ترابو جَبَلنا», ومنذ ملايين السنين قد احتضن مع السهل والساحل, العديد من أَكَلَة الأخضر واليابس, والليِّن والقاسي, وَعَبَّ وغَبَّ الجامد والسائل! وكأن البلد بـ«تركيبته» التعددية, ومنذ البدء شكَّل الملفى الوارف الجميل, والملتقى المرتجى الأرحب, لأشرس وأغنى وأعنف أنواع وفصائل بني ديناصور!!

ولقد تبيَّن بالعلم الصحيح الموثَّق الصريح, والمنطق التاريخي التحليلي, وبأحدث وسائل فحوص الـD.N.A وآخر ما توصَّل إليه علم الجينات, ومن خلال حالتنا الاقتصادية, وعلاقاتنا الحوارية, ومشاكلنا البيئية والحزبية والعشائرية, وسقطاتنا السياسية, وفلسفاتنا البزرميطية, وكرنفالاتنا وفستيالاتنا ومسخراتنا الليبرالية, واجتهاداتنا الغرائبية, وتطويرنا الدائم المجلِّي لفقه «النكايات» و«الحزازات وأكل الهوا والجعدنات و... أننا بالفعل وَرَثَة هذا الصنف الديناصوري الرهيب!! ولو رجع كل لبناني «حواري» فوق الطاولة, أو تحت الطاولة, أو حتى بلا طاولة, لتأكَّد له بوضوح اتصال أرومته بشكل أو بآخر, وبنسبٍ مختلفة بذاك المجتمع الحيواني الديمقراطي الكبير!!!