المرأة في العالم العربي ... هل باتت ورقة ضغط على الأنظمة العربية وخصوصاً بعد مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تبنته الدول الثمانية الذي حض على ضرورة تمكين المرأة وتفعيل دورها السياسي ... فكثير من الإصلاحات بدأتها بعض الدول العربية كان من خلال إعطاء المرأة جزءاً من حقها الذي كان ولسنوات مغيباً ، وبمقابل ذلك كانت المرأة السورية قطعت شوطاً كبيراً في ما تأخذه نظيراتها في الدول العربية ، ومع ذلك لاينظر إلى المرأة السورية كإمرأة فاعلة في صنع القرار السياسي بل غالباً مايسوق لها على أنها مجرد رقم في المعادلة السياسية السورية ، أو كديكور فقط ، فإذا نظرنا إلى تمثيل المرأة النيابي نرى أن غالبيتهن يكون دورهن ثانوي ، ولم يكن أحد يسمع بهن ،وأن إختيارهن تم لإن حزب البعث يحرص على مشاركة المرأة في المجلس النيابي ، وبالتالي فإن أحزاب الجبهة أيضاً تتجه نحو ذلك ، فيتم وضع أسماء اللواتي المرشحات للنيابة ضمن قوائم جاهزة ، وغالباً ماتكون هذه القوائم مسبقة النجاح ، وهذا ما أعطى إنطباعاً عن تمثيل المرأة السوري بشكل لايعبر عن حراكها في المجتمع ، فقليل من النساء اللواتي دخلن المجلس النيابي سمعنا عنهن ، وهذا الحال أيضاً ينطبق على رجال المجلس الذين يدخلون المجلس ويخرجون بمثل ما إستقبلوا ، ولكن يبقى حالهم أفضل من النساء اللواتي لانسمع بهن لاقبل ولابعد إنتهاء ولاية المجلس .

ومؤخراً صرحت سميرة كشكة عضو مجلس الشعب السوري بأن نسبة التمثيل 12% وعدد العضوات 30 سيدة من أصل250 عضواً وجميعهن وصلن إلى مراكزهن بالانتخابات .
وبصراحة وقفت عند وصولهن إلى المجلس "بالإنتخاب" ، فإلى الآن لانملك ثقافة إنتخابية واعية ومدركة لحجم المسؤولية التي تقع على عاتق العضو في المجلس النيابي وعلى عاتق من يريد ممارسة حقه الإنتخابي .
المهم من كل ذلك هو دور المرأة السورية وتأثيرها في صنع القرار السياسي وإذا خرجنا من السلطة التشريعية لندخل السلطة التنفيذية ، فالمرأة السورية تبوأت منصب وزيرة منذ السبيعنات بتولي الدكتورة نجاح العطار حقيبة وزارة الثقافة ، وبعد ذلك أصبحت الحكومة تتسع لتولي سيدتين ، ولكن كل ذلك لم ينضج العمل السياسي الذي تقوده إمراة أو تشارك فيه بفاعلية ‘فما زالت الوزارت الهامة بعيدة عن المرأة .

ومؤخراً تم تعيين الدكتورة نجاح العطار في منصب نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ... كل ذلك جيد ، إلا أن ما ينقصنا هو زيادة ثقافة المرأة والمجتمع لإهمية دورها بعيداً عن المنظمات التي باتت لاتستقطب إلا النذر البسيط من السيدات واللواتي لايعبرن حقيقة عن المرأة السورية ، وهذا الحال ينطبق على المرأة المنتسبة لحزب البعث أو أحزاب الجبهة ولا يتأتى ذلك إلا من خلال إشراكها بشكل فاعل لاكديكور .... فلن تنفع ندوات ولا حوارات متلفزة إحياء دور المرأة السورية التي مازالت تضج حياة وأصالة قياساً بمثيلاتها في البلدان العربية ... بلا شك هناك وسائل كثيرة وهذه تحتاج إلى حملات توعية أهلية مدروسة بعناية وبدقة حتى لايذهب التعب سدى ويكون مجرد حضور المرأة السورية السياسي مجرد ديكور ....إنه موضوع شائك ويحتاج إلى أبحاث معمقة ولكني إستعرضت ما أمكنني لإنه موضوع بات ملحاً ومطلبياً .