صدى البلد
التقى مبارك للمرة الثانية في شرم الشيخ وعاد الى بيروت

في لقاء هو الثاني خلال أربع وعشرين ساعة اجتمع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مع الرئيس المصري حسني مبارك في مقر اقامة الأخير في مدينة شرم الشيخ، حيث أكد الرئيس لحود أن لبنان يقوى بتضامن أشقائه العرب معه، ويرحب بأي مسعى عربي يهدف الى تعزيز الأمن والاستقرار فيه وتنقية الأجواء بين لبنان وسورية، حيث يتطلع اللبنانيون الى أفضل العلاقات الأخوية مع سورية، ضمن سيادة واستقلال وكرامة كل من البلدين، وشدد على أن اللبنانيين قادرون من خلال الحوار القائم على التوصل الى تفاهم يعزز وحدة لبنان وتوافق أبنائه ويؤدي الى تفعيل دور المؤسسات واستكمال تحرير ما تبقى من أرضه وصولاً الى تحرير مزارع شبعا، كما أكد تمسك اللبنانيين بالوصول الى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

من ناحيته شدد الرئيس مبارك على أهمية الدور الذي يلعبه الرئيس لحود في لبنان وأكد أهمية الحوار القائم حالياً ودعم مصر له ووقوفها الى جانب لبنان في كل قضاياه.

وكان لحود توج مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط على رأس الوفد الرسمي، بزيارة قام بها في الأولى والنصف بعد ظهر أمس الى الرئيس المصري محمد حسني مبارك في مقر اقامته في نادي الغولف في شرم الشيخ في حضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ونظيره المصري أحمد أبو الغيط.

وخلال اللقاء، اطلع لحود الرئيس مبارك على وجهة نظره من التطورات اللبنانية والاقليمية، مؤكداًَ في هذا المجال على أن لبنان يقوى بتضامن أشقائه العرب معه، وهو يرحب بكل مسعى هدفه تعزيز الأمن والاستقرار فيه، وتنقية الأجواء بين لبنان وسورية التي يتطلع اللبنانيون الى اقامة أفضل العلاقات الأخوية معها في اطار سيادة واستقلال وكرامة كل من البلدين الشقيقين.

وشدد على أن اللبنانيين قادرون من خلال الحوار القائم بين قياداتهم حول المواضيع المطروحة، على التوصل الى تفاهم يعزز وحدة لبنان ويرسخ توافق أبنائه ويؤدي الى تفعيل دور المؤسسات فيه، ويؤمن استكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في الجنوب، ولا سيما مزارع شبعا اللبنانية، لافتاً الى أهمية الدور الذي اضطلعت به المقاومة اللبنانية لتحقيق انجاز التحرير الذي يحتفل لبنان بمرور ست سنوات عليه. وركز الرئيس لحود على أهمية توافر مناخات سياسية ملائمة لاستمرار الحوار ومنها عدم اثارة قضايا من شأنها أن تباعد بين اللبنانيين، مؤكداً على أهمية الاجماع اللبناني والتوافق حول دور المقاومة.

وعرض لحود للرئيس مبارك ما تقوم به المؤسسات الدستورية اللبنانية من عمل لاستعادة دور لبنان في محيطه والعالم، وأكد تمسك جميع اللبنانيين بالوصول الى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مشيراً الى أن الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها وأجهزتها الأمنية والقضائية، توفر الدعم المطلوب للجنة التحقيق الدولية بهدف الاسراع في كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء وتقديم مرتكبيها الى القضاء وانزال أشد العقوبات بهم.

الرئيس مبارك

بدوره أكد مبارك وقوف مصر الى جانب لبنان ودعمها كل الخطوات التي تؤدي الى استعادته كامل استقراره وعافيته وازالة الغيوم السوداء التي اعترت السماء اللبنانية الصافية خلال العام الماضي.

وأعرب الرئيس مبارك عن ارتياحه للحوار القائم بين اللبنانيين مؤكداً انه يتابع مسار هذا الحوار باهتمام ويأمل أن يصل الى نتائج ايجابية في المواضيع المطروحة. وشدد على أن توافق اللبنانيين أمر ضروري للنهوض بلبنان من جديد واستعادة ثقة العالم به، لافتاً الى أن العودة الى الوراء أمر لا يجوز مطلقاً.

وركز الرئيس مبارك على أهمية قيام علاقات لبنانية أخوية مع الدول العربية ولا سيما منها سورية، مشجعاً على التفاهم حول كل المواضيع المطروحة. كما شدد على أهمية استمرار التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعيداً عن اقحامه في الخلافات السياسية.

ولفت الرئيس مبارك الى أنه أبلغ القيادات اللبنانية الرسمية والسياسية والروحية التي يلتقيها، أهمية تضامن اللبنانيين وتعزيز الحوار في ما بينهم، مشيراً الى أن ما يصدر عن بعض الأطراف من مواقف سلبية لا يساعد على تحقيق التقدم المطلوب، ولا سيما اذا استمرت الحملات والتصريحات السلبية لأن ذلك يزيد التشكيك بلبنان وبقدرته على استعادة عافيته.

ودعا الرئيس المصري اللبنانيين الى عدم الاستهانة بما تحقق في لبنان منذ سنوات وحتى الآن، مشدداً على ضرورة قيام علاقات جيدة بين لبنان وأشقائه العرب، ولا سيما سورية، لافتاً الى أنه على تشاور دائم مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد حول هذه المسألة.

ومساءً عاد لحود والوفد المرافق الى بيروت.