هآرتس

ألوف بن

في العالم الواقع خارج إسرائيل غير مهتمين بالحفاظ على أغلبية يهودية، وحتى غير قلقين من الثمن الكبير للانشقاق الداخلي المرتبط بإخلاء عدد كبير من الأشخاص عن منازلهم. تبدو خطة الانطواء التابعة لأولمرت في أعين فلسطينية وأوروبية كمبادرة إسرائيلية إضافية لانتزاع أراض بذرائع أمنية مزعومة. والملفت أن هذه الرسائل تتناقل في جميع وسائل الإعلام في الغرب.
الرئيس جورج بوش وموظفيه يؤيدون إسرائيل، وبالتأكيد لن يعارضوا الانسحاب من المناطق وإخلاء المستوطنات. ومع ذلك فان جدول أعمالهم مختلف حيث تبدو في نظرهم خطة فك الارتباط كفكرة غير ناضجة ومليئة بوجع الرأس وليست حبل خلاص. يتخذ أولمرت حكومة حماس كذريعة مريحة لخطوات أحادية الجانب. ولكن براعم الحرب الأهلية في غزة لا تبشر بالخير، ومحاولة إسرائيل كسر الوضع القائم يبدو في واشنطن بأنه رهان كبير جدا.
الفجوة المنهجية تبرز بالتطرق إلى إيران. الجمهور في إسرائيل يتوقع ضربة تمحو منشآت تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل التابعة للإيرانيين، وتسكت تهديدات احمدي نجاد بالإبادة. في إسرائيل القتالية يظهر الأمر معقولا ومنطقيا، لكن يوجد لأميركا اعتبارات، ضرورات وجدول زمني آخر. فهي تجرب الآن مساراً ديبلوماسياً معقداً ومستمراً، يقودها على ما يبدو إلى الحديث مباشرة مع احمدي نجاد.
الفجوات المنهجية لن تخيم على الزيارة، لان الطرفين يريدان نجاحها. من ناحية أولمرت سيشكل الأمر اختبارا لمنهجه، حيث العلاقات الشخصية بين القادة هي المفتاح للسياسيات الخارجية الناجحة. من ناحية بوش، سيشكل هذا اللقاء الأول مع وريث آرييل شارون، والمبادرة لإظهار التدخل في الشؤون الخارجية وربما أيضا تعزيز تأييد اليهود للمرشحين الجمهوريين للكونغرس في الانتخابات التي ستجري بعد عام ونصف.
أولمرت قلق من ثقل المهمة التي ألقاها على نفسه. الانتقادات التي شنها الأسبوع الماضي حول فك الارتباط عن غزة، التي كلفت إسرائيل بحسب رأيه أزمة داخلية كبيرة على خطوة صغيرة، تشير إلى أن أولمرت كان يفضل أن يقوم شارون بهذا العمل أيضا في الضفة ويُبقي له إسرائيل بحدود جديدة. لكن ذلك لم يحصل، والآن سيكون على أولمرت الإثبات أن لديه الشجاعة أيضا وكذلك خاصية لتنفيذ تعهداته.