قلت له لازم اقتلك فبدأ يتوسل... فسحبت مسدسي الشخصي... وقلت له أدي الشهادة فأدى الشهادة وهو يتوسل... وأنطيته طلقتين في راسه، هكذا تحدث زياد خلف رجا الكربولي ، عضو تنظيم القاعدة في العراق ، عن جريمة قتل تمت بدم بارد للسائق الاردني خالد الدسوقي رحمه الله ، بعد أن خطفه وأعوان له في منطقة الطريبيل في العراق في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي.

بعد ان تلقى الأوامر بقتله من أحد مسؤولي تنظيم القاعدة في منطقة الرمادي ، اخفى الكربولي (23 عاما) الدسوقي وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين في صندوق سيارته وأخذه الى منطقة نائية ، وارتكب الجريمة ، واعترف بها ، أمام ملايين المشاهدين ، كأنه يذبح صوصا أو يمعس صرصورا، ،

ما استوقفني في المشهد ، والمشهد كله مثير للصدمة والدهشة ، طلب القاتل من الضحية أن يؤدي الشهادتين ، ما يعني أنه يعرف أنه مسلم: دمه وعرضه وماله حرام على المسلم ، فالشهادتان تعصمان المرء من القتل ، إلا أن يكون صدر بحقه حكم شرعي موثق مستند إلى قضاة عدول ومحاكمة نزيهة ، بمعايير لا تدع مجالا للشك في أن يكون متورطا في الجريمة ، هكذا تعلمنا من ديننا السمح ، وهكذا علمنا رسولنا صلوات الله عليه وسلامه ، أما أن يتحول فتى في العشرين من عمره إلى هيئة محكمة ومدعْ عام ومحامْ وجلاد في آن واحد ، فهذا ما لا يمكن أن يمت للاسلام أو الانسانية والجهاد بصلة ،

الكربولي ، أو الكرب والبلاء الذي ينتشر في جسد الأمة كالسرطان ، يجب أن يستوقف كل ذي عقل ، خاصة إذا كان إسلاميا أو إسلامويا ، يجب أن نسمع صوت الحركة الإسلامية عاليا أمام هذه الواقعة ، من غير طبيعي أن يصمت القوم حيال هذا المشهد بالتحديد ، ثمة شاب مسلم ، ينتمي لتنظيم إسلامي أو إسلاموي ، يستند في تأصيله الشرعي على ذات النصوص المقدسة التي يتعلمها الاخوان المسلمون في أسرهم ، والتحريريون في خلاياهم ، يعترف بلغة عربية لا تحتمل اللبس أنه أزهق روحا باسم الاسلام ، هل ثمة عذر لأهل هذا الدين أن يسكتوا؟؟ الكربولي ، نموذج صارخ لجيل جديد ينمو في بلادنا العربية والإسلامية ، شباب يافعون مغسولو الدماغ ، يكفرون الناس ، يطبقون القانون بأيديهم ، يهدرون دماء المسلمين ، ويأخذون الناس بالظنة ، ويتلقون أوامر القتل والتصفية من أشخاص لا نعلم عنهم شيئا ، ولا عن ارتباطاتهم ، ولا عن مموليهم ، إنها ظاهرة تجاوزت مرحلة الخطر إلى ما هو ابعد من ذلك ، وأصبح لزاما على كل من يمتلك علما في صدره حيالها أن لا يكتم علمه ، ولعلني في هذا المقام أسد الثغرة التي أقوم عليها ، فأقول ما لدي ، إن استطعت إلى ذلك سبيلا ، فالصمت تواطؤ،،