الكرملين يؤكد أنّ قرارات مجلس الأمن ملزِمة
والحريري يعتبر الحقيقة رسالة قويّة الى الجهات المناهضة للاستقرار
مجلس الوزراء يستهجن "مذكّرات الإحضار" السورية ويعلن استمرار السعي الى التحرير "انطلاقاً من مقرّرات الإجماع"

المستقبل

استمرّت مذكرّة الإحضار السوريّة بحقّ رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ومثلها المذكرات بحقّ الوزير مروان حمادة والزميل فارس خشّان، في التفاعل أمس ووصلت أصداؤها إلى موسكو التي أعلنت على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في المجلس الفيدرالي لروسيّا الاتحادية (مجلس الشيوخ) ميخائيل مارغليف انّ بلاده سوف تتابع هذا الموضوع "من كثب" وانّه "سيكون ردّ فعل قويّ من قبل روسيا إذا كان هناك أي شيء متطرّف"، في وقت أكّد رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري انّ المذكّرة السورية "هرطقة سياسية وهلوسة، ولا أعرف هذا الأسلوب إلى أيّ قرن يعود".
وفيما استمرّ هذا الموضوع بالتفاعل، وطرح في جلسة مجلس الوزراء الاستثنائيّة أمس، كان "حزب الله" يفتتح احتفالات ذكرى التحرير بمشاركة الرئيس اميل لحود في الخيام وبتبادل التكريم معه، وبمهرجان مع حلفاء النظام السوريّ في الاونيسكو في بيروت، وذلك بالتزامن مع حملة متواصلة من قبله على فريق 14 آذار.
اذاً، في موضوع "مذكّرة الاحضار"، وجديدُه مزيد من مواقف التضامن مع جنبلاط، بحث مجلس الوزراء الأمر أمس فأبدى "استهجانه لهذا الأسلوب في التعاطي، ولاستهداف خصوصية لبنان التنوع والتعددّية والديموقراطية والحرية، ومميّزاته وقيمه من خلال الاصرار على استهداف حرية السياسيين اللبنانيين والاعلام في لبنان".
وفي بيان صدر عنه، أمل مجلس الوزراء "أن يكون موقف وطنيّ جامع لكي يبقى ثمّة امكانية للبنانيين كلّ اللبنانيين ومهما اختلفت آراؤهم السياسية للمحافظة على حقوقهم في حرية التعبير عن مواقفهم". واعتبر ان "ما جرى مع مذكرات الإحضار لا يساهم في توفير الاستقرار ولا يفتح الطريق للمعالجات العقلانية للمشاكل التي تعتري علاقات البلدين الشقيقين (..)".
وفي مجال آخر حيّا مجلس الوزراء ذكرى التحرير و"المناضلين والمقاومين على مدى العقود السابقة"، وأكد "استمرار سعيه الى استعادة ما تبقّى من أرض محتلة وتحرير الأسرى انطلاقاً مما تم اقراره في مجلس الوزراء والاتفاق عليه بالاجماع في هيئة الحوار الوطني (..)". كذلك شدّد على "الاسراع في تنفيذ سحب السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات مع الاستمرار في استكمال ما بدأته الحكومة من حوار مفتوح مع الفصائل الفلسطينية (..)".
وإذ يشار الى ان مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا حضر الى مجلس الوزراء أمس، يشار أيضاً الى ان وزير الاعلام غازي العريضي أكد انّه "يجب أن يبقى ثمّة كبار في السياسة وكي يبقى الكبار يجب أن تكون المواقف كبيرة". وأوضح ان "المسألة لا تتعلّق بوليد جنبلاط"، مضيفاً انّه "اذا كان ثمّة من يريد أن يحافظ على موقفه فعليه أن يتخذ هذا الموقف فاليوم وليد جنبلاط وغداً غيره (..) والمسألة مبدئية". وفي حديث الى "تلفزيون المستقبل"، لفت العريضي الى انّ "ثمّة قراراً سورياً عن سابق تصوّر وتصميم بالذهاب الى آخر الطريق" في تناول العلاقة بلبنان بشكل يسيء اليها.
موسكو
موسكو، وبعد جلسة محادثات بين النائب الحريري، ورئيس المجلس الفيدرالي اليكسي كورشين ورئيس اللجنة الخارجيّة في المجلس ميخائيل مارغليف، أعلن الأخير انّ "وليد بك جنبلاط صديقنا العزيز والحميم". وأضاف انّ "معاقبته جنائياً يُعتبر أمراً ساذجاً"، مؤكداً انّه "إذا كان هناك شيء متطرّف من قبل سوريا من هذا النوع، فسيكون ردّ الفعل من قبل روسيا قويّاً".
ولفت في مجال آخر إلى انّ "قرارات مجلس الأمن تعتبر ملزمة لأعضاء المنظّمة الدولية(..)".
وفي محاضرة له في "جامعة العلاقات الدوليّة" في العاصمة الروسية، أكّد الحريري انّ "الشعب اللبناني أصرّ على معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لأنّ معرفة الحقيقة ستشكّل رسالة سياسيّة قويّة إلى الجهات التي تعمل لضرب الاستقرار في لبنان".
وقال انّ المطالبة بالحقيقة "ليست دعوة إلى الثأر بل هي التزام بوجوب حماية لبنان وتوفير مقوّمات الوحدة الوطنيّة والامتناع عن التلاعب بمصيره(..)".
"حزب الله"
على صعيد آخر، وفيما كان "حزب الله" ينظّم استقبالاً حاشداً للحود في الخيام، ويقدّم الأخير شعار رئاسة الجمهوريّة إلى "أبطال المقاومة"، ويتبادلان الثناء، واصل مسؤولو الحزب الحملة على قوى 14 آذار.
وغداة كشف عناوين مشروعه حول الاستراتيجيّة الدفاعيّة، رأى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في حديث إلى إذاعة "النور" تبثّه اليوم انّه "إذا كانت الدولة لوحدها قادرة على تحمّل عبء مواجهة التهديدات والاعتداءات والأطماع الإسرائيلية فيجب أن تثبت ذلك وحينئذ لا نقاش في المبدأ".
وإذ لفت إلى "انّنا نتحدّث عن استراتيجية لحماية لبنان"، قال نصرالله "تلك هي الاستراتيجية المتاحة أمامنا" في إشارة إلى ما طرحه أول من أمس تأكيداً لثنائية المقاومة والجيش.
ودافع نصرالله عن "ثنائية" المشاركة في الحكومة والمعارضة خارجها، فاعتبر ان "هذا الأمر ليس جديداً بل هو من الأعراف السياسيّة اللبنانية(..) وما نفعله الآن هو حقّ قانونيّ وطبيعيّ لنا(..)".
أمّا في الجانب المتعلّق بالحملة على 14 آذار، فقد رأى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في مقابلة مع صحيفة "الأنباء" الكويتية تنشر اليوم ان "بعض هواة السياسة في لبنان يشكّلون حصان طروادة لتنفيذ القرار 1559".
أمّا عضو الكتلة النائب علي عمّار فاستغرب "كيف انّ المطلوب من السوريين اليوم أن يستقبلوا الرئيس فؤاد السنيورة فيما تنشط بعض الوسائل الإعلامية ليلاً ونهاراً، سرّاً وجهاراً في إلقاء الشتائم والسباب، وفيما حلقاتهم الرسوليّة إلى جون بولتون تحيك ما تحيك ليصدروا القرار 1680".
وقال "أجريت لهم انتخابات يريدونها مقدّمة للإمساك بمؤسّسات الدولة الدستوريّة لاسيّما مؤسّستي مجلس الوزراء ومجلس النوّاب". وأضاف انّه "من خلال الإمساك بهاتين المؤسّستين يتمّ القبض على كلّ مفاصل الدولة، الأمنيّة والعسكريّة والوظيفيّة ويتحقّق أول موطئ للانقضاض على المقاومة وضربها(..)".