السفير

اشترطت واشنطن، امس، ان توقف طهران انشطتها في تخصيب اليورانيوم قبل اجراء حوار مباشر معها، فيما اخفق اجتماع لندن بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا، في التوصل الى اتفاق حول رزمة الحوافز والعقوبات التي ستقترحها الترويكا الاوروبية على ايران التي اتهمت الغرب ب<حياكة المؤامرات> لزرع الانقسامات في البلاد متعهدة بالرد على اي عدوان ب<صفعة تاريخية>.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو <ما زلنا نعتبر انه على ايران القيام بهذه البادرة الاساسية في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم ومعالجته: عليها وقف كل هذه النشاطات. يجب ان توافق على القيام بذلك وان تقوم به بشكل موثوق يمكن التحقق منه، وبصورة دائمة> مضيفا <طالما انها لم تقدم على ذلك، فإن موقف الادارة وموقف الرئيس لن يتبدلا في ما يتعلق باجراء مفاوضات مباشرة>. وتابع انه <عندما يتحقق ذلك بشكل كامل، حسنا، قد تكون هناك امكانية> اجراء حوار، موضحا <غير أن الشرط الأول المسبق هو ألا تفعل ايران
شيئا في ما يتعلق بتحسين قدرتها على بناء أسلحة نووية>.
وقال سنو <سنواصل استخدام المنتديات الدولية المناسبة والعمل مع وعبر حلفائنا، حين يتعلق الامر بالتعامل مع الحكومة الايرانية>، مضيفا <ما يحصل حاليا هو ان ايران تسعى في مواجهة الضغط لتغيير الموضوع ولن ندعهم يغيرون الموضوع>. وتابع <من الواضح ان الضغط بدأ يأتي بنتيجة>.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، من جهته، انه تم <تعطيل اهتمام> ايران، في السنوات الماضية، باجراء حوار مع الولايات المتحدة، مضيفا ان طهران تظهر الرغبة نفسها حاليا عبر وسطاء، وموضحا ان بلاده لم ترد على ذلك.
غير ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي قال من جهته <اذا كانت ستجرى محادثات، فيتعين أن يكون هناك احترام، والأميركيون أظهروا أنهم لا يعرفون شيئا عن ذلك>، مضيفا <لذلك، فإجراء محادثات مباشرة مع أميركا ليس على جدول الأعمال>.
<واشنطن بوست>
وكانت صحيفة <واشنطن بوست> قد نقلت عن المسؤول السابق في الحكومة الايرانية والمحلل المعروف في طهران سعيد ليلاز ودبلوماسيين، ان مسؤولين ايرانيين رفيعي المستوى طلبوا من <عدد من الوسطاء> تمرير رسالة الى واشنطن تفيد ان طهران منفتحة على محادثات مباشرة. وبين هؤلاء <الوسطاء>، ذكرت الصحيفة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والامين العام للامم المتحدة كوفي انان ومسؤولين في اندونيسيا والكويت.
وكان البرادعي قد التقى في فيينا الاسبوع الماضي، الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني. وافاد دبلوماسي قريب من الوكالة الذرية ان <لاريجاني قال انه يتمنى اجراء مفاوضات ولكن على قدم المساواة ومن دون شروط مسبقة، من دون اي توضيحات اضافية>.
وقال البرادعي بعد لقائه وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس في واشنطن امس، انه ناقش معها وجهات نظر ايران حول النزاع النووي، موضحا ان قرار الولايات المتحدة بشأن اجراء حوار مباشر مع ايران، هو امر يخصها.
أضاف ان <الايرانيين حسب علمي موافقون على المبدأ بأن يجري لبضع سنوات تخصيب اليورانيوم من قبل كونسورتيوم دولي خارج ايران>.
وقال ليلاز للصحيفة <قبل شهرين لم يكن احد ليفكر ان (المرشد آية الله علي) خامنئي و(الرئيس محمود) احمدي نجاد سيسعيان لدفع بوش الى بدء مفاوضات>، معتبرا ان <هذا مؤشر على تغيير في الاستراتيجية. فهما يدركان ان الوضع خطير ويجب الا يضيعا الوقت>. غير ان وكالة <اسوشييتد برس> نقلت عن ليلاز قوله انه لا معلومات لديه حول أي جهود يبذلها الايرانيون لاجراء محادثات مع الاميركيين. اضاف <اعطيت تقديري الشخصي فحسب. قلت فقط انه من المنطقي ان تقول ايران نعم لاجراء حوار مفتوح مع واشنطن، ليس فقط حول العراق وانما بشأن البرنامج النووي ايضا>.
اجتماع لندن
وانهى المدراء العامون في وزارات خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، بالاضافة الى المانيا، اجتماعا في لندن من دون الاتفاق على رزمة حوافز وعقوبات جديدة تستهدف اقناع ايران بوقف التخصيب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك <وردني انه تم تحقيق تقدم كبير> في صياغة التدابير التحفيزية والرادعة. اضاف <لا اعتقد انه يمكننا القول في المرحلة الراهنة اننا توصلنا الى توافق حول جميع المواضيع، لكن الامر بدأ يتشكل سواء بالنسبة للحوافز او بالنسبة للاجراءات الرادعة>، موضحا ان المفاوضين سيعودون الى عواصمهم لرفع تقرير عن نتائج الاجتماع قبل عقد اجتماعات جديدة.
وكانت صحيفة <فايننشال تايمز> قد ذكرت أن صقور الإدارة الأميركية بقيادة نائب الرئيس ديك تشيني يعرقلون المساعي الأوروبية لوضع الحوافز. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في واشنطن قوله إن رايس حاولت دعم الحوافز التي تعدها الترويكا الأوروبية، غير أنها واجهت معارضة شديدة من قبل تشيني الذي يعارض فكرة <مكافأة السلوك السيئ>، .
طهران
في المقابل، قال المرشد خامنئي إن <الشعب الإيراني والنظام الإسلامي لا يعتديان على احد. ولكن على الأميركيين أن يعلموا أن أي اعتداء يقومون به ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية فستضرب مصالحهم في أي مكان بالعالم يمكن بلوغه>، مؤكداً ان <الشعب الإيراني سيرد الصاع صاعين>.
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، من جهته، في خطاب القاه في خرمشهر في محافظة خوزستان الحدودية مع العراق، ان <ايران تمتلك اليوم تقنيات دورة الوقود النووي كافة من بدايتها حتى نهايتها بفضل العلماء الايرانيين الشبان>، مضيفا ان <الاعداء يحيكون المؤامرات ويرغبون في زرع الانقسامات والخلافات وخيبة الامل... لمنع الامة الايرانية من الحصول على جميع حقوقنا>. وتابع <عليهم ان يدركوا انه لن يكون بإمكانهم ان يثيروا الانقسامات والخلافات، بين الامة الايرانية>.
وشدد على انه <اذا تسببوا بأي ضرر للشعب الايراني واذا قاموا بأي عدوان مهما كان بسيطا فسيتلقون صفعة تاريخية من جانب شبان خرمشهر والامة الايرانية>.