أثينا قناة اتصال بين طهران وواشنطن

السفير

جددت طهران، امس، اتهام واشنطن بالتآمر لاثارة <نزاعات عرقية> في ايران كما حذرت الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من انهما سيندمان على السياسة المتشددة التي يعتمدانها حيالها، في وقت اشترط بوش تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم قبل بحث تقديم حوافز لايران.
في هذه الاثناء، نقلت <اسوشييتد برس> عن مسؤولين أميركيين ويونانيين ان اثينا تشكل حاليا قناة اتصال بين طهران وواشنطن حول الملف النووي الايراني ومسائل اخرى. واوضح مسؤول اميركي ان <اليونانيين نشطون كصلة وصل> فيما قال مسؤول يوناني ان بلاده لم تنف حدوث أمر مماثل.
وقال المسؤول الاميركي ان لليونان <صلات جيدة> بايران. والتقت وزيرة الخارجية اليونانية دورا بايوكيانيس، في الاونة الاخيرة، كلا من نظيرتها الاميركية كوندليسا رايس والامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني.
واشار مسؤولان في فيينا، معتمدان لدى <الوكالة الدولية للطاقة الذرية> وعلى اطلاع على الاتصالات التي تجريها ايران، ان اليونان ليست الدولة الوحيدة التي طلب منها ان تقوم بدور الوساطة بين ايران والولايات المتحدة، في السنتين الاخيرتين. وقال احدهما ان <الايرانيين اوضحوا بجلاء انهم يريدون اجراء حوار مماثل، وهم يستغلون كل وسيلة ممكنة لايصال تلك الرسالة> مضيفا ان <المشكلة تكمن في ان الطرف الاخر ليس سهل الانقياد>.
طهران
وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد انه <مع النجاح الذي تحقق في مجال التكنولوجيا النووية، تغيرت المعادلة العالمية واصبحت دولتنا قوة نافذة> مضيفا <من الطبيعي ان يتآمر الاعداء... لكن الايرانيين لطالما كانوا عائلة كبيرة ولطالما فشلت مؤامرات الاعداء في اثارة نزاعات عرقية وسيواصلون تقدمهم في طريق التضامن الوطني>. وذلك في اشارة الى اعمال الشغب التي قام بها الاذريون في ايران هذا الاسبوع احتجاجا على كاريكاتور في
صحيفة رسمية اعتبروه مهينا لهم.
وقال الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني، خلال خطبة الجمعة في جامعة طهران، <ما زلنا نتوقع من القادة الذين يسعون الى السيطرة على العالم ان يتعقلوا والا يتسببوا بالفوضى والعنف في منطقتنا>. وفي اشارة الى تصريحات بوش وبلير اللذين اعترفا بارتكاب اخطاء في العراق، قال رفسنجاني <ترون ان زعيمين كبيرين لقوتي احتلال كبيرتين يقومان باعترافات مهمة مماثلة... ستقومان بالاعترافات نفسها بالنسبة لايران اذا واصلتما سياستكما المتشددة (حيال الملف النووي الايراني)، وستدركان يوما اخطاءكما ازاء ايران> مشددا على ان <تجارب ايران عبر التاريخ تدل على انها لن تدع احدا يحرمها من حقوقها>.
في نيويورك، قال المندوب الايراني لدى الامم المتحدة جواد ظريف ان طهران <مستعدة للموافقة على سقف حول مستوى تخصيب> اليورانيوم <يمكن ان يكون دون 10 في المئة> بما لا يتيح استخدامه لاغراض عسكرية.
وقال قائد الحرس الثوري الجنرال يحيى رحيم صفوي، من جهته، ان اي <تدخل في شؤون ايران او اي هجوم على اراضيها> سيتم <التصدي له بصورة غير متوقعة> مشددا على <هشاشة القوات المعادية في المنطقة>. وحذر <العناصر المحرضة والمثيرة للخلاف في داخل البلاد> من ان <اي تحرك مثير للخلاف يعد خيانة وطنية والحرس وقوات التعبئة ستتصدى بقوة للذين يخونون الشعب>.
بوش وبلير
وقال بوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع بلير في واشنطن امس الاول، ان <الايرانيين غادروا طاولة المفاوضات. لقد اتخذوا القرار، والكرة في ملعبهم. إذا كانوا يرغبون في أن يروا رزمة من الحوافز، فإن أول شيء يتعين عليهم أن يفعلوه هو أن يعلقوا عملياتهم (في التخصيب)، من اجل مصلحة العالم>.
وشدد بوش على <ان أحد اهدافنا هو اقناع آخرين في العالم بأن ايران مزودة سلاحا نوويا ستكون خطرة جدا. والمسألة الاساسية هي معرفة كيفية التوصل الى ذلك. نريد ان نفعل ذلك بالوسائل الدبلوماسية لكن كافة الخيارات مفتوحة>. وقال <اذا ما ارادوا ان يكونوا معزولين عن العالم، سنعمل على ذلك>.
وقال بوش إنه قرأ الرسالة التي وجهها إليه نجاد والمؤلفة من <16 أو 17 صفحة... اعتقد انها مثيرة للاهتمام>، لكنه لم يتطرق إلى مسألة ما إذا كانوا سيستمرون في السعي للحصول على سلاح نووي. هذه هي القضية>.
وقال بلير، من جهته، <اعتقد ان موقفنا من ايران معقول جدا> مضيفا ان <ايران بلد كبير، لكنه يحتاج الى حكومة تعترف بأنه اذا اراد ان يكون بلدا كبيرا، فذلك يعني خصوصا الامتثال للواجبات الدولية ووقف دعم هؤلاء الاشخاص الذين يريدون عبر العالم، من خلال الارهاب والعنف، تدمير العملية الديموقراطية>.
وقال بلير لقناة <الجزيرة> <لا نريد نزاعا مع ايران، لدينا ما يكفينا من المهام. لكن اذا لم تحترم ايران واجباتها الدولية، فسيتحتم بالطبع على المجتمع الدولي الاهتمام بالامر عبر مجلس الامن الدولي> مضيفا ان طهران <تعتقد ان الولايات المتحدة وحلفاءها يريدون النيل من ايران. هذا غير صحيح، كل ما نريده هو ان يتوقفوا عن دعم الارهاب والتدخل في شؤون بلد يحكم اليوم وفق اجراءات وضعتها الامم المتحدة وبواسطة قوة دولية تنتشر بدعم من الامم المتحدة>.
موسكو
واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية سيرغي لافروف اتفق مع الامين العام للامم المتحد كوفي انان، خلال اتصال هاتفي اجرياه امس، على ان لا خيار سوى التوصل لحل دبلوماسي للازمة الايرانية. واوضحت الوزارة ان الرجلين شددا على <الحاجة لان تتخذ ايران اجراءات بناءة حيال الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي>.
وذكرت وكالة <ايتار تاس> ان رئيس <مجلس الامن القومي> الروسي ايغور ايفانوف سيصل الى طهران اليوم على رأس وفد يضم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلاك، لبحث مسألة الحوافز التي تعدها الترويكا الاوروبية مع لاريجاني.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف، من جهته، ان موسكو ستحترم عقدا يقضي ببيع ايران أنظمة صواريخ مضادة للصواريخ قصيرة المدى من نوع <تور ام 1>. اضاف ان <عقد تسليم انظمة دفاعات ارضية قصيرة المدى من نوع تور ام 1> وقع وتنفيذه يستغرق بعض الوقت> مشددا على انه <سيتم تنفيذ العقد الا في حال وجود ظروف قاهرة>. وتابع ان <المواصفات الفنية لهذا النظام تمنع استخدامه في نشاطات ارهابية> مشيرا الى ان روسيا <ليست المصدر الرئيسي للاسلحة في منطقة الشرق الاوسط والادنى>.
غير ان ماكورماك قال من جهته <آمل ان تعيد روسيا النظر في هذه المسألة>.