المستقبل

أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أن الولايات المتحدة لن ترتاح "ما دام الوعد بالحرية لم يبلغ كل الشعوب والأمم"، مشدداً على أن "الرسالة تمتد من دمشق الى طهران.. المستقبل هو للحرية".
كلام بوش جاء في خطاب ألقاه، أمس، أمام دفعة جديدة من الضباط تخرجوا من الأكاديمية العسكرية في وست بوينت (ولاية نيويورك، شرق).
وأعلن الرئيس الأميركي في كلمته ان "الحرب على الإرهاب" ستنتهي مع الجيل الجديد من الضباط. وقال بوش خلال حفل تسليم الشهادات لهؤلاء الضباط إن "الحرب بدأت حين كنت في القيادة، لكنها ستنتهي حين تتسلمون أنتم القيادة، إن جيلكم سيحمل الينا النصر في الحرب على الإرهاب".
ولاحظ ان هذه الدفعة هي الاولى التي بدأت دروسها اثر اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.
واتسمت الرسالة الرئاسية للضباط الجدد بالحزم، وانتهز بوش الفرصة ليذكر برهانات "الحرب على الإرهاب" التي أعلنها بعد 11 ايلول (سبتمبر).
واعتبر ان هذه الاعتداءات أظهرت ان "عقوداً من التأقلم مع الحرية المفقودة في الشرق الاوسط واختلاق الأعذار لها لم تأتِ بأي فائدة لأمننا". ومن دون أن يتطرق مباشرة الى المواجهة الراهنة بين المجتمع الدولي وإيران بسبب طموحاتها النووية، وجه بوش رسالة الى دمشق وطهران، بأن "المستقبل هو للحرية ولن نرتاح الى أن يصل وعد الحرية الى كل شعب وكل أمة"..
وقال "نحن نقترح استراتيجية مستقبلية للحرية في الشرق الأوسط. أنا اعتقد أن الرغبة بالتحرر عالمية.. وبالتفاهم مع المصلحين الديموقراطيين في المنطقة المضطربة هذه، سننشر الحرية الى الملايين الذين لم يعرفوها.. ونقدم السلام للأجيال المقبلة".
أضاف "نحن في مقتبل مرحلة من النضال من أجل الحرية، ومثل الأيام الأولى للحرب الباردة، نشهد عقبات وتحديات، وأياماً اختبرت بها عزيمة الولايات المتحدة. وشهدنا ايضاً اياماً من النصر والأمل. لقد رأينا الناس في افغانستان يصوتون لأول برلمان ديموقراطي، منذ أجيال. رأينا عراقيون مبتهجون يرقصون في الشوارع رافعين اصابعهم المعلمة بالحبر (الانتخابي)، يحتفلون بحريتهم. رأينا الناس في لبنان يلوحون بأعلام الأرز ويحصلون على حريتهم واستقلالهم بأيديهم".
وتابع بوش "رأينا اناساً في قرغيزستان يطيحون نظاماً فاسداً من السلطة ويصوتون للتغيير الديموقراطي. في السنوات الأربع الأخيرة وحدها، أكثر من 110 ملايين إنسان حول العالم انضموا الى صفوف الحرية.. وهذه هي البداية فقط. الرسالة انتشرت من دمشق الى طهران بأن المستقبل هو للحرية.. ولن نرتاح الى أن يصل وعد الحرية الى كل شعب وكل أمة".
وكان الرئيس الأميركي في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان "الطريقة الفضلى لتكريم ذكرى أبطال أميركا الذين سقطوا هي مواصلة القتال والدفاع عن حريتنا واكمال المهمة التي ضحوا بحياتهم في سبيلها". اضاف، "يمكن ان نتوقع ان يتابع الإرهابيون الهجمات والاغتيالات" بيد انه لفت الى ان "ثمة امراً اساسياً تغير اذ بات الإرهابيون يحاربون حكومة حرة ودستورية. إنهم يحاربون شعب العراق".
وتناول بوش تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي، وقال "بتشكيل هذه الحكومة الائتلافية، فإن العالم يشهد بداية، جديدة نوعا ما، لمؤسسة ديموقراطية في الشرق الاوسط".
الى ذلك، قررت الولايات المتحدة ارسال قوة احتياط من الكويت الى منطقة بغداد للمساعدة في حفظ الامن، وذلك استجابة لقائد القوات الأميركية في العراق. وقال المتحدث في الجيش الأميركي السارجانت مارك داياموند "طلب القائد بالتنسيق مع حكومة العراق وحصل على تفويض باعادة نشر القوة لتعزيز العمليات الامنية المستمرة". اضاف في رد على سؤال عن طريق البريد الالكتروني "في ضوء الاجراءات الامنية المستمرة سيكون من غير المناسب بحث تفاصيل محددة.. القادة يحتفظون بحق اعادة نشر قوات لتعزيز الاولويات الراسخة". ولم يذكر اين ستذهب القوات أو عدد افرادها. وهذه القوة مدربة ومستعدة وتنتظر في الكويت لاستخدامها كقوة رد سريع في حالة وقوع مشاكل في العراق.
وتشبه هذه العملية عملية اخرى تمت في آذار (مارس) الماضي عندما ارسلت الولايات المتحدة نحو 650 جنديا الى العراق من لواء بالفرقة الاولى المدرعة المنتشرة في الكويت. وسيبقى هؤلاء الجنود في العراق ضمن القوات الأميركية التي يبلغ قوامها 133 الف جندي.