سيريا نيوز
مصطفى: بتذاكي السنيورة وجهوده الحميدة أصدر مجلس الأمن قراره

قالت مصادر إعلامية لبنانية أن عدداً من الشخصيات اللبنانية الذين زاروا دمشق سمعوا كلاما واضح من المسؤولين السوريين الذين التقوهم خلال الزيارة

مفاده أن من يعتقد ضمن "الفريق الحاكم" في بيروت أن دمشق ستوافق على المباشرة في ترسيم الحدود وتبادل التمثيل الدبلوماسي تحت ضغط القرار 1680 إنما هو واهم، بل إن هذا القرار جعل إمكانية الاستجابة لهذين المطلبين اللبنانيين أصعب من أي وقت مضى.
وخلصت صحيفة السفير اللبنانية نقلا عن مصادرها بأن دمشق طرحت ثلاث لاءات في وجه الفريق الحاكم وهي" لا ترسيم حدود ولا علاقات دبلوماسية ولا زيارة قريبة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى سوريا في المدى المنظور، لأن القيادة السورية لم تعد تقبل ما تسميه"التذاكي الخبيث"الذي يمارسه البعض محاولا الجمع بين الشيء ونقيضه.
وكشفت السفير أن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري نجح خلال زيارته إلى دمشق في إقناع الرئيس بشار الاسد بالموافقة على استقبال السنيورة في زيارة غير مشروطة بجدول أعمال مسبق وتكون مخصصة لكسر الجليد وإعادة بناء الثقة إلا أن بري لم يحصل من السنيورة على إجابة واضحة تروي الغليل في ما خص موقفه من حصيلة ما عاد به من العاصمة السورية وقابل طروحات بري بـ"التسويف" وأشار مصادر السفير إلى أن طريقة السنيورة تلك قدمت دليلا إضافيا لدمشق على ما تعتبره ارتباطات "الفريق الحاكم" بالمعادلة الدولية وعدم قدرته على الخروج منها لـ"لبننة"العلاقة مع سوريا.
لكن التطور الأبرز الذي شهدته العلاقات السورية اللبنانية وموقف دمشق من التيار السياسي الحاكم في لبنان، جاء ملخصا في مقال كتبه سفير سوريا في واشنطن عماد مصطفى ونشرته صحيفة الحياة اللندنية.
مصطفى الذي تجنب ذكر اسم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مقاله المطول إلا أنه حرص على إيراد عبارات من مثل أهم اقطاب الساسة اللبنانيين المنضوين تحت لواء من يعتبر نفسه زعيماً للأكثرية(المقصود السنيورة) الذي يبدي استغرابه البريء ودهشته العفوية لأن سورية لا تبادله عواطفه النبيلة تفتح له بوابات دمشق وصدرها وذراعيها.
وشدد مصطفى على "أن تذاكي (السنيورة) في إبراز حرصه على علاقات طبيعية» مع سورية، لم تعد تنطلي حتى على القارئ العادي، وكشف له ما اسماه "اسراراً تمنع دمشق عن مقابلة تحيته بما هو أحسن منها" وهي اعتبار دمشق أن "من يذهب الى الولايات المتحدة فيحرض ضدنا على جميع منابرها وفي كل فرصة تتاح له، ليس بامرئ حريص على اقامة علاقات تتسم بالود والصفاء مع دمشق".
كما أن تيار الأكثرية الحاكم اليوم في لبنان الذي يتزعمه السنيورة تجاوزت بمراحل كبيرة أدب الخصومة السياسية بل تجاوزت حتى ما يمكن ان يكون مقبولاً في المهاترات السياسية المألوفة بين الخصوم.
لكن سفيرنا في واشنطن وخلاله تطرقه إلى "سعد الحريري" الذي دعا الولايات المتحدة في محاضرة ألقاها في مركز حاييم صبان في واشنطن "للاستفادة من انشقاق عبد الحليم خدام فقد يأتي يوم يلعب فيه دوراً مهماً في المرحلة الانتقالية في سورية" قال ومن التجرد والواقعية ان لا نتجاهل ان لهذا الزعيم الوطني اللبناني الكبير خلافات مع سورية وان حساباته السياسية تبيح له وفق منطقه ان يستغل الوضع السياسي الراهن بين دمشق وواشنطن ليسجل نقاطاً يعتقد انها ستعزز مواقعه السياسية والانتخابية في لبنان.
وفيما لفت مصطفى إلى أن السنيورة يبدو للوهلة الأولى أكثر ذكاء وأبعد دهاء من سعد الحريري أضاف ان الشطارة التي يحاول ان يبديها في حديثه المنمق والمستمر عن ايمانه بضرورة تحسين العلاقات السورية - اللبنانية لم تعد تنطلي على أحد لا في سورية ولا عبر العالم وخلص إلى أنه "على يد هذا السياسي البارع اصبحت فجأة قضية إقامة علاقات ديبلوماسية بين سورية ولبنان شأناً يجري تباحثه في واشنطن ولندن وباريس ومجلس الأمن وأضاف يمكننا اعتبار التصعيد الأميركي المباشر ضد سورية والذي تبع مباشرة زيارته لواشنطن نتيجة منسجمة مع جهوده الحميدة، وايمانه الراسخ الذي لا يتزعزع بضرورة تحسين العلاقات السورية اللبنانية. أما الجوهرة في تاجه فهي القرار الذي صدر أخيراً عن مجلس الأمن بعد زيارته التاريخية المشهودة له.