دون مقدمات أو إشعار تم إبلاغ عائلة الطالب جهاد النعيمي يوم الثلاثاء ، 2006 ـ 5 ـ 23 ، بأنه قد تم حرمان ابنهم من تقديم امتحان الوزارة في مادة الرياضيات. صدمة قوية للطالب وأهله دون شك. هرع والدا الطالب للقاء مدير المدرسة ، ومدير المرحلة الثانوية فيها ، للإستفسار عن هذا الخبر الصاعق. ليتبين لهما ، أن الطالب راسب في الإمتحان التجريبي لمادة الرياضيات عند معلم المادة ، إضافة إلى أحد عشر طالبا. وبناء على عقد مجلس المعلمين نجح تسعة طلاب ورسب الثلاثة الباقون ومن بينهم جهاد.

دار نقاش عقيم بين الوالدين والإدارة: إذ تنصلت المدرسة من مسؤولياتها إزاء الطالب ، واعتبرت أن الموضوع منته وفي الوقت الذي رسّب فيه ثلاثة طلاب من بينهم جهاد ، قام مدرس الفيزياء شخصيا بالإتصال بطلابه في بيوتهم ، وطلب منهم أن يتقدموا لإمتحان الفيزياء من أجل رفع علاماتهم. وتم تنجيح عدد من طلبة التوجيهي في مواد أخرى مثل مادة الفيزياء ، واللغة العربية ، واللغة الأنجليزية. فإذا كانت إدارة المدرسة تتعامل بهذا المنطق ، وتعامل الطلبة بأكثر من مكيال ، إذن أليس من المفيد فتح تحقيق في هذا الموضوع؟ فالإدارة تعاملت مع الطالب جهاد بشكل شخصي ، وغير موضوعي أبدا. أو هكذا يقول أهل الطالب على الأقل ، بدليل أن تسعة نجحوا من أصل إثني عشر ، وثمة طلبة آخرون منحوا فرصة أخرى بناء على اتصال مدرسهم ، ونجحوا في مادة الفيزياء وغيرها مثل اللغة العربية والإنجليزية.

لم يتوان والدا جهاد عن بذل كل وسائل الإقناع والدبلوماسية لحل الأزمة ، وبعد جهد جهيد وافقت الإدارة يوم الثلاثاء الموافق 2006 ـ 5 ـ 23 ، على أن يتقدم الطالب للإمتحان وحددت للطالب ستة نماذج في مادة الرياضيات لدراستها ، وهي تباع في مكتبة تقع مقابل بوابة المدرسة. على أن يأتي في اليوم التالي مباشرة لتقديم الإمتحان ، أي أنه لم يعط الوقت الكافي. وعندما جاء إلى المدرسة يوم الأربعاء 2006 ـ 5 ـ 24 ، أخذه المدير العام إلى مكتبه وفاجأه بورقة امتحان الرياضيات الوزاري للعام 2005 ، ولم يسمح لمدرس الرياضيات أن يمتحنه بالنماذج التي طلب منه دراستها في اليوم السابق. ويقال أن النموذج الذي اختاره المدير كان عليه إشكالات في وقته آنذاك.، وحسب رواية الأهل سحب المدير الورقة من الطالب وقال له: واضح أنك لا تستطيع حل الأسئلة ، أعطني الورقة.
فما كان من والدة الطالب إلا أن سألت المدير أن يخفف حدة الضغط النفسي الذي وضع الطالب تحته وأن يمنحه فرصة للهدوء وتقديم الإمتحان. فأجاب:بصراحة لا أستطيع تغيير العلامة حتى لو نجح ، لأن المدرسة ستتعرض لإستجواب وتحقيق وفتح دفاتر علامات ، وهذا ما لا أرضاه أبدا.
السؤال الذي يطرحه أهل الطالب: لماذا لم تكلف إدارة المدرسة نفسها عناء الإتصال بالأهل لمناقشة الوضع الأكاديمي للطالب إذا كانت تحرص على مصلحته بصفته طالبا في المدرسة ، قبل رفع أي قرار للوزارة بهذا الخصوص؟ أم أن الإدارة هدفها جمع الأقساط المدرسية فقط وإغفال شؤون الطلبة لإنشغال الإدارة؟ مدير المرحلة الثانوية في المدرسة وهي خاصة قال لأهل الطالب أنا عندي شغل كثير وما عندي وقت للإتصال بأهالي الطلبة.

ويسأل الأهل: وإذا كان مشغولا ، إذن ما جدوى وجود مرشد اجتماعي في المدرسة؟ والدا الطالب لم يتركا بابا إلا وطرقاه لحل المشكل لكن دون جدوى ، ولكم أن تتخيلوا شعور الأم والأب؟ وكلنا نعرف ماذا يعنيالتوجيهي. فالبيت الذي يكون فيه ابن في المرحلة الثانوية هو بيت على كف عفريت هل ثمة من حل؟