اشارت التقارير الصحافية الاسرائيلية في تغطيتها للمعارك التي شهدها "الخط الأزرق" بين اسرائيل ولبنان الى مجموعة ملاحظات أهمها انها الاعنف منذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، وان الجيش الاسرائيلي قد أعد لها اعداداً دقيقاً خلال الاشهر الأخيرة وكان ينتظرالوقت المناسب لتنفيذها. وفي رأي احد كبار العسكريين في القيادة الشمالية للجيش ان "حزب الله" وقع في الفخ الذي نصبه له الجيش الاسرائيلي، فما ان بدأ هجومه حتى شن الجيش الاسرائيلي هجوماً صاعقاً على كل المواقع العسكرية التابعة للحزب على طول الحدود ودمرها في صورة كاملة، وطال القصف مواقع الخط الثاني بما فيها تلك التي بناها الحزب في المدة الاخيرة في القطاع الغربي. وتساءل عدد من المسؤولين العسكريين عما يجب فعله في حال عاود الحزب بناء المواقع، لكنهم اكدوا ان الجيش الاسرائيلي على أهبة الاستعداد لمعاودة هجومه في حال تجدد اطلاق النار.

وفي صحيفة "هآرتس" رأى عاموس هرئيل ان الرد الاسرائيلي القاسي على قصف "حزب الله" وضع "خطوطاً حمراً" للحزب، وننقل بعض ما جاء في مقاله:" تجري الاشتباكات الموسمية في الشمال وفقاً لقوانين ثابتة: هجوم من لبنان يأتي نتيجة اعتبارات داخلية للحزب او رغبة في الانتقام لعملية تُحمّل اسرائيل مسؤوليتها، يأتي بعده الرد العنيف للجيش، الى ان يتم التوصل الى وقف اطلاق النار، وعلى الارجح هذا ما سيجري هذه المرة ايضاً.التغيير في الجولة الاخيرة مقارنة بحادثة الغجر التي وقعت في تشرين الثاني الماضي هو ضخامة الرد الاسرائيلي. منذ وقت طويل يشكل خط المواقع التي بناها "حزب الله" في مواجهة الجيش الاسرائيلي مصدر ازعاج. فقُرب هذه المواقع من مواقعنا ومستوطناتنا يسمح للحزب بجمع المعلومات المخابراتية وبث الرعب في المدنيين على الطرق المكشوفة امام نيرانه. لقد اخذ الجيش الوقت الكافي للإعداد للعملية خصوصا بعدما علمت المخابرات ان الحزب يعد العدة لهجوم.ومنذ اسابيع كانت قواتنا في حالة تأهب قصوى، والاغتيال الذي وقع الجمعة عجّل في عملية حزب الله. وقالت قيادة الأركان في الجيش الاسرائيلي ان احداث الأحد تعكس تغيراً في السياسة: لا مجال بعد اليوم للتساهل في الاشتباكات ، والرد سيكون قاسياً والهدف هو وضع خطوط حمر لـ"حزب الله".

ومع ذلك لا تزال المصلحة الاسرائيلية في عودة الهدوء، وفي حال لم تتجدد الاشتباكات ستعتبر اسرائيل ان الموضوع منتهٍ. ويدل التحليل العسكري على ان الهدوء هو ايضاً من مصلحة "حزب الله" الذي عليه ان يحصي خسائره ويعيد تنظيم صفوفه. ان استمرار العنف معناه المزيد من الخسائر الاقتصادية للجنوب، فالمنطقة التي اعيد ترميمها نسبياً بعد الانسحاب الاسرائيلي ستشكل على الارجح كابحاً لحزب الله. هذا هو المنطق الاسرائيلي وليس اللبناني ، ومن المبكر ان نعرف ما اذا كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يوافق على تحليل رئاسة الاركان..."